جلسة

dispute-femmeSoumaya Rahmouni - سمية الرحموني

كانت الطاولة في الوسط بيننا، كرسيان متوازيان و متباعدان...وجدته جالسا يدخن سيجارة،سجائره المفضلة  ذات الرائحة الكريهة،القوية والمغرية في نفس الوقت.تقدمت بخطوات ثابتة نحوه،وجلست. نظرنا لبعضنا لدقيقتان او اكثر...

لا أذكر جيدا إذا كانت دقيقتان بالمدة الطويلة ام القصيرة حينما نحدق بعمق في عيني من تحب! كلانا كان يعرف أنها ستكون جلسة عتاب.، ولكن الكلام فيها بكلام الأعين لا شفتان و لا لسان!

نظرت إليه  وقالت نظرتي المنكسرة :آسفة...حدق بي وحاجباه مقرونان وقال: لقد أخطئتي و الغفران ليس بالأمر الهين ! أجبته و قالت عيناي المتسعتان  باستغراب : انسيت  زلاتك ا نسيت اهمالك!؟

نظر و قالت   عيناه مباشرة تحدق بلمعة كلها ثقة :لكن أن يجرح رجل ليس بالأمر الهين،ليس جرح المرأة  كجرح الرجل...المرأة ضعيفة بطبعها,خلقت حساسة  لتجرح و تسامح!أما الرجل هو الذي يقسو و يعاقب...

قاطعت كلامه وضربت بيدايا الصغيرتان على الطاولة وقلت له بنظرة كلها ثقة وعند !: كفى ! حساسة لأعلمك الحب والحنان ...لست ضعيفة!الضعيف من لا يعترف  بأخطائه،الضعيف من يكابر ...الضعيف من يكابر بنرجسيته الزائدة!

أجابني بنظرة كلهه إستغراب بعينان متسعتان متسائلا:ولكني رجل!فإبتسمت عيناي و قالت: نعم أنت رجل،وإني أحبك يا نصفي الأخر، يا نصفي الغريب عني القريب مني،الساكن إلي وساكنة إليه،

يا طفلي الكبير المدلل،لقد أتعبت قلبا يحبك!فأنانية طفولتك التي لا تزال ملازمة هذه اللحية الكثيفة السوداء ،ساكنة في هذا الجسم القوي الممتلئ ...كيف لا أحبك و أنت سند أنوثتي وهل تستقيم الأونوثة بلا رجولة تصونها

نظر الي بعينين لامعتين  و أجابني إجابة باردة كلها ثقة : أعلم ولكن ...فقاطعته بنظرة منكسرة وقلت : لكنك لن تسامحني...ونهضت من الكرسي بكل ثقل وأدرت ظهري مغادرة... وإذ به يرد بجذبة قوية بيد خشنة  وفاجئني !فإستدرت،ووجدته واقفا ممسكا بيدي ،يحدق بنظرة حادة تكاد تحرق صدري من شدة بريقها،وقالت عيناه: حبيبتي،تريثي وإجلسي،سنجلس جلسة مصالحةالآن...فأنت لي!!

بقلم سمية الرحموني
جلسة