تونس بلدي الثاني

poeme-patrioteMajdi H. - مجدي ح

فِيكِ صِغَرِي وَ ذِكْرَيَاتِي ..

فِيكِي مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي ..

فِيكِي وُلِدْتُ وَ تَكَلَّمْتُ ..

وَ مَشَيْتُ أَوَّلَ خُطُوَاتِي ..

أَزْهَرْتُ وَ تَرَعْرَعْتُ وَ كَبِرْتُ ..

وَ كَبُرَتْ فِيكِ مُشْكِلَاتِي ..

وَ لَمْ أَخُنْكِ فِي يَوْمٍ ..

عِنْدَمَا خَانَ الجَمِيعُ ذِكْرَاكِ ..

دَافَعْتُ عَنْكِي بِإِخْلَاصٍ ..

ضِدَّ أَعْدَائِي وَ أَعْدَاءَكِ ..

وَ لاَزِلْتُ أَتَسَاءَلُ فِي نَفْسِي ..

إِنْ كَانَ حُبٌ أَوْ عَادَةً مِنْ عَادَاتَكِ ..

وَ لِلْيَوْمِ أَتَذَكَّرُ أَجْدَادِي ..

الذِينَ بِدِمَائِهُمْ سَقَوْا أغْصَانَكِ ..

وَ بِأَرْوَاحِهِمْ زَكَّوْا رَائِحَةَ تُرَابَكِ ..

حَتَّى صِرْتِ كَامِلَةَ الجَمَالِ ..

وَ أَدَرْتِ بِالضَّهْرِ لِأَوْلاَدَكِ ..

لاَ أَعْرِفُ إِنْ كَانَ تَكَبُّرًا ..

أَمْ خَضِعْتِ لِحُكَّامَكِ ..

وَ نَسَيْتِ مَنْ ضَحَّى مِنْ أَجْلِ مَحْيَاكِ ..

هَلْ أَنْتِ مَنْ إِسْتَقْبَلْتِي صِبَايَ ..

وَ أَفْرَحْتِنِي بِرَمَضَانٍ وَ أَعْيَادَكِ ..

وَ فِيكِ أَوَّلُ عِشْقٍ ..

وَ أَوَّلُ خِذْلاَنٍ قَبْلَ خِذْلاَنَكِ ..

وَ لاَ أَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ قَاصِدَةً ..

أَمْ مَغْصُوبَةً مِثْلَ أَبْنَاءَكِ ..

وَ لَكِنْ لاَ تَنْسَيْ أَبَدًا ..

أَنّهُ سَيَأْتِي يَوْمُ وَدَاعَكِ ..

سِوَى بِمَوْتٍ أَوْ بِسَفَرٍ ..

فَلاَ دَاعِي لِقَسْوَةِ عِنَادَكِ ..

وَ ارْءَفِي بِهِمْ قَلِيلاً ..

فَهُمْ مَنْ سَيُعِيدُ غَدًا أَمْجَادَكِ ..

وَ بِرَحَابَةِ صَدْرٍ .. سَيَتَلَقَّوْنَ رَصَاصَكِ ..

وَ إِنْ كَانَ اليَوْمَ مُظْلِمٌ ..

فَلَنْ يَصْمُدَ غَيْرَ حُمَاتَكِ ..

لِيَصْنَعُوا فَجْرًا جَدِيدًا .. بَعْدَ أَنْ طَالَ جَفَاءُكِ ...

مجدي ح

تونس بلدي الثاني