تسعة اشهر

love-future-daughterRym Chaabani - ريم شعباني

ساحدثكم اليوم عن تجربتي في الامومة

اتذكر جيدا ذلك اليوم الذي اصدرت فيه نظرة واحدة الامر بانطلاق كل شيء.

تلك النظرة التي قررت دون سابق انذار الاستيطان بي .

يبدو ان الامر في البداية لا بوادر له

و يوم ظهرت العلامات كانت الامور خارجة عن السيطرة .

كان كل مابداخلي منحازا لذلك الكائن الذي لا ملامح ملموسة له في داخلي .

كان فقط يستحوذ تدريجيا على كل الادوار التي تتحكم بردات فعلي و مزاجي ، افكاري و رؤيتي و تحليلي للمسائل و حكمي عليها،

توقيت نومي و استيقاظي مواعيد اكلي و اختياراتي جميعها .

اصبحت شيئا فشيئا اعطي اهمية لاشياء لم اكن اعيرها اهتماما . تدربت على ان افكر لشخصين و ان اعيش لشخصين و ان اتصرف وانا اتحمل مسؤولية الحفاظ على صورتين . انتقلت من الاستهتار الي مرحلة التعقل فان ما احمله الان ثمين جدا  و نادر جدا كما انه اصبح جزءا مني . في بعض الاحيان التي احسست فيها بالتعب كانت دفعة واحدة منه تجعلني اتمسك به اكثر . و في اوقات اخرى كانت قوة تمسكه بالبقاء تفوق قدرتي على الحفاظ عليه . كل تلك المدة جعلتنا نتناوب على جعلنا نستمر و جعل امل عند كلينا الحياة صلبا .

كل الليالي الصعبة التي تخللتها الآلام و التقلبات و الشعور بالوحدة و الاحباط و العجز جعلت منا صديقين لا ثقة لنا بثالث و لا خليل ثالث لنا . كنت اتسائل طوال تلك الفترة عن ماهية هذا الرابط الذي تحدى من الخلافات و الاختلافات و المنعرجات  ما قد يتسبب لدى الاخرين في قطيعة نهائية او عداوة او ربما نهاية مأساوية.

و كانت الاجابة واحدة : انه الحب !

تسعة اشهر

توجت ايامها الاخيرة بالفتاوي المعتادة و الاحكام المسبقة

لم يترك احد رأيا الا وقاله

لم تبق في الارجاء عراقيل الا و اعترضتنا .
لم نترك فرصة الا و تعثرنا نحن ايضا

خلال هذه الاشهر التسعة التي لم يخبر تفاصيلها احد سوانا .

لكنني اليوم احمل مولودي حيا يرزق و انا مدينة له جدا .

انا شهادته و هو شهادتي على اننا حقيقة

هو شهادتي و انا شهادته على ان لا صورة لنا غير تلك التي يراها كل منا بالآخر ...صورة وثق بها و لم تخذله.

احمل مولودي حيا يرزق و اعلم ان الشعور بالامتنان عن عدم السقوط في فكرة التخلي متبادل.

احمل مولودي حيا يرزق ... و انا  على يقين تام الآن بان المرأة في الواقع  تصبح اما حالما تحب حقا .

ريم شعباني
تسعة اشهر