تائهــة
Ismahen Rafrafi - اسمهان رفرافي
الابتعاد عن الجميع ليس راحة كما ظننت بل هو جحيم تعيشه، ان تبتعد عن اناس تحبهم هو عذاب لك و عقاب، تبتعد لترتاح ولكنك تتعب اكثر، الابتعاد لم يكن يوما راحة، اتدري ماذا يعني الابتعاد عن اناس يعنوا لك الحياة؟ اي انك تعيش جل انواع العذاب، تتقاسم اوجاعك مع نفسك، تبكي بمفردك حتى تجف دموعك، تصرخ باعلى صوتك بين ناس لا تعرف عنهم شيء فيعتقدون انك مجنون... العيش بمفردك يعني ان تبكي تارة و تبتسم تارة... تصرخ تارة و تضحك تارة...
الابتعاد هو ان تجلس على شاطئ البحر بمفردك ليلا نهارا، تائهة بين الموجات القوية تارة و الضعيفة تارة اخرى، الابتعاد هو ان تراقب كل ما يحدث في البحر من شروق الشمس حتى غروبها ثم تراقب ما يحدث في السماء منذ بداية ظهور النجوم حتى غيابها وكأنك تنتظر ان يحدث شيئا بحلول الليل او النهار يغير لك مجرى حياتك، تنتظر غروب الشمس و ظهور النجوم و كانك تنتظر قدوم احد يخبرك بانه اشتاق لك او لعله يخبرك انه يحتاجك، تراقب الموجات و تفكر؛ تراقب الشمس و تفكر ؛ تراقب النجوم و تفكر...
و لكن ... لا شيء يدوم تفكر و تفكر و تفكر ثم تتذكر مجتمعك البائس و المعقد فتنهار و تبكي تحاول مجتهدة اقناع نفسك بانك تستطيع تغيير مجرى تفكيرهم و لكنك لا تستطيع لانك حقا عاجزة. تبكي تصرخ باعلى صوتك تطلب من هذا المجتمع المقزز الرحمة و الحرية ولكن لا احد يهتم.
فيبدأ يوم جديد تتناسى فيه مجتمعك البائس تفكر في نفسك و مستقبلك و لكن... يمر بذهنك شريط حياتك مع تلك العائلة، فتتذكر والدك الذي كرس حياته من اجلك تتذكر انك كنت ابنته المدللة و المحبوبة... و لكن في ليلة و ضحاها يأتي ذكر مقزز يعتدي على ابنته فتتغير الصورة يصبح هو المدلل و ابنته مقززة ...اااااه تتذكر هذا المقطع المقزز فتكره نفسك تكره جسدك و تكره مجتمعك و كل من فيه... تتناسى من جديد فتعود الى التمعن في موجات البحر و ما تخفيه من اسرار و يعود التفكير من جديد... و لكن يظل الابتعاد عن الجميع عذاب و عقاب فهناك اخوة ولدتهم الايام كانوا يشاركونك التفكير و يحملون عنك الالم اما الان فها انت وحيدة تائهة بين موجات البحر و نجوم اليل و شمس النهار
اسمهان رفرافي
Website Design Brisbane