بيت المونة

souvenirs-enfanceAmeni Oueslati -  أماني الوسلاتي

حليت باب عالي مسكر بالبلج, مفتاحو عندي محصن مضمن, باب بيت لاهية بيها توة سنين, تلقى فيها ما يشتهي الفم و ما يحلى في العين, دللتها, برقشتها و استحفظت عليها. بيت مونتي

صندوق قالو عليه كبير قد الدنيا, قالو عليه صغير و نساو اللي تراكنو برشة, فما الي زارو و دوم فيه, فما الي دق الباب و ما تحلش و فما اللي من بعيد خزر و تعدى و يرحم من زار و خفف .

مونة ما نبدلها بكنوز, ما نلوح منها شئ و من انقص منها شئ. صرة بحذا صرة مرصفين, تعب عمري و هذوكم اللي خرجت بيهم من الدنيا.

جبدت الصرة الأولى, هذي من أقدم ما عندي, معبية بحكايات زمان, حكاية أمي سيسي و ألف ليلة و ليلة, حكايات حكاتهملي مماتي و هي تضفرلي في شعري كل ليلة قبل النوم, حكايات كبرت بيهم و فهموني الدنيا على صغر سني.

جبدت صرة أخرى, لقيتها مازالت فاوحة بريحة الياسمين, حليت نلقى مشموم مرشق فكرني في نسمة سيدي بو سعيد و المرسى, شط حلق الواد و الصيف و الخلاعة.

تعديت للي بعدها, هاذي صرة رزينة زعمة آش فيها ؟ حليت نلقاها معبية بالكلام الحلو اللي سمعتو وذني الكل " يعيشك و يفضلك, صباح الخير و ربي يفتحها في وجهك, سامحني و ربي يقوي سعدك ..." إييييه مازالو منهم هالكلمات ؟ تبسمت و تعديت.

فما صرة تغمزلي من بعيد, خطوة لقدام و عشرة لتالي, خايفة لا نحلها و نندم, و علاش بش نندم ؟ أنا خبيتها بيدي و ما دام خبيتها لازم وراها حكاية. قربتلها و حليت الصرة و ما لقيتش خيط, لقيت حلماتي الي ما تحققوش, حلمت نطلع ممثلة ولا مغنية مشهورة, حلمت نقتل الأشرار اللي في الكوميكات الي نحبهم, حلمت نكسب جوانح و نطير, حلمت نفسخ الدموع من الأرض و وين نمشي نزرع ضحكة, حلمت ندفن المرض و نمحي الوجيعة, حلمت نفرق المحبة على القلوب الخايبة, حلمت نقري كتب قد شعر راسي, حلمت  حلمت و مازلت نحلم ...

نكمل هالصرة و يزيني, متحفنة ما احلاها, جبدني لونها الأحمر من بعيد, حليتها و شدني الضحك, لقيت فبها عشقة قديمة, نوار شايح و تصاور بالحين,

برشة حشمة و كلام ما تقالش, محبة متاع زوز صغار عينيهم تلمع و قلوبهم صافية, فيسع و في رمشة عين وفات ما قعد منها كان ذكريات, اليوم كيف نتقابلم نسلمو على بعضنا كيف لوخيان...

هذا سري و هاذي بيت المونة, عملتو دورة في قلبي و آش مخبي, قلب هز و حمل, حب و صان, وفى و إتخان, صبر و تعب, حب و تحب, كبر و شاب, أما باقي حي نابض , فارح , زاهي و يخبي في مونتو.

بقلم أماني الوسلاتي

بيت المونة