بنت عايلة #3

lamin-hamdani-roman-bint-3aylaLamin Hamdani - لمين حمداني


"...أولم تفق مفزوعا ذات ليلة بعد أن رأيت نفسك تقع من مرتفع شاهق، كنت تصيح بصوت تراه يتعدى باب غرفتك المغلق بإحكام و يتعدى كذلك حدود السماء. و لكن لا أحد يسمع، لا أحد حولك تستغيث به.. ما إن يرتطم ظهرك بالقاع تصح من نومك محطما و معافا في الوقت ذاته.." هذي آخر حاجة قراتها لواحد اسمو "لمين"،

كانت تحب تقرا شنوا يكتب خاطر فما حاجة من كتيبتو تمسها، تمس حاجة تحس بيها لكن متعرفهاش شنيا، يمكن خاطرو كل مرة يعبر على حالتها في جملة بما أنو هو زادا ما وصل كتب كلام يوجع كان ما شاف برشا و سمع برشا و توجع برشا.. كان يكتب على علاقة وفاة و يكتب على روحو ساعات، و توا ولات آخر اهتماماتو العلاقات، وحدو يقعد و يكتب، يسمع موسيقتو لي يشوفها صحابو ماسطة و أنتيكا برشا، اما هو يرتاح كي يسمعها.. كيفو ولات تعمل، نفس السبب خلاها تبعد على العباد، علاقة ما حسبتش حساب لنهايتها و من وقتها لحتى واحد ما عطات ثيقتها..


"تعبث بشعرها، تميل رأسها، تتلمس صدرها العاري، تقتحم جسدها، و تواسي ذاتها في وحدتها القاتلة.." تقرا و تمثل، تحب تعرف شيقصد بكلامو.. ما فهمتش.. و ماكش بش تفهم... لكلام ليكتب فيه مش كيف كل كلام، كل واحد و رايو أما وقتلي تحس لي فمة حاجة شدت انتباهك و مساتك وانت تقرا، وقتها تعرف شمعناها حاجة استثناء...

"نحرق في عصابي علاش؟ معنديش لحق نعيش مرتاحة؟ و كي نولي نكتب كيما يعمل هو، زعما نرتاح؟ "حاكي قهوة و قلما، كلم ورقة و موسيقى، إذا احتضنتك الكآبة و صرت لا تثق في من حولك من الأوغاد.." نتفكر كلامو هذا، علاش لا..!" (تتكلم وحدها و تتفكر في كلامو)..

قامت حمرت، كحلت، سوكت، شتهات الحنة و الحرقوس، تحب تظهر عروسة بلا عرس و بلاش عريس... و بدات أول صفحة من حكايتها مع الستيلو و الورقة و كل يوم تغيب الشمس تكتب على نهارها كيفاش تعدا، اما خسارة كي ليوم كي آمس ما تبدل شي، نفس الروتين و نفس الحاجات قاعدة تتعاود؛ اما ملي بدات تكتب بدات تحس بالراحة، تحس لي هي قاعدة تفرغ في حمل كانت هازاتو في قلبها. اما لشكون تكتب و شكون تكتب!! المشكل لي هي زادا متعرفش، ساعة تلقاها تكتب علي مشا و خلاها ساعة تحكيها على رموش عينيها ساعة على ليلة عرسها و ساعة على بنت عايلة ظلمتها الدنيا و قسات عليها.. تكتب و تحرق، تكتب و تزيد تحرق.. لين جا النهار لي عرفت قيمة لقاعدة تكتب فيه، لتكتب فيه مش ساهل، لتكتب فيه حياها و رتحها من ستراس، لتكتب فيه مشاعرها و احاسيسها لي ملقاتش لشكون تحكيهم.. بكات همها حروف على ورقة و مع كل حرف غصة و تنهيدة. ولات تخبي فلي تكتب فيه، و كل مرة ترجع تقرا لي كتباتو قبل و تضحك "قداشني بهيمة، لدرجة نوصل نعمل في روحي؟ نوارة كيفي ألف نحلة تتمنى تشم ريحتها و تاخو بنتها، نوارة كيفي مينجم حد يقطفها، أنا حياتي حكيتها للوراق و ما خيبتش ظني و كتمت سري و كل وين نرجع نسئلها تجاوبني بلي قلتو، لا تزيد لا تنقص.. توا عرفت علاش ختار الكتيبة و ما ختارش حبيبة، توا عرفت علاش ختار ورقة و ما ختارش غريبة.. نعذرو في هذا، اما لوقتاش؟"

لين يجي نهار و واحد منهم يقرا شنوا كتب، يفهمو و يحس بيه، لين يجي نهار و يضحك ضحكة من قلبو..

(و أنت تقرأ، ستجد الكاتب يروي الاحداث، يشارك فيها، يتساءل مكانك و يجيبك كما تشاء، يغيب متى لزم و يحضر متى لزم، أوليس الأمر ممتع..!! )


يتبع

لمين حمداني


بنت عايلة #3