انا لست هذا الحزين
Mohamed El Kachroudi - محمد الكشرودي
ربما تكون اخر الكلمات ..
لست كاتب لا شاعر و لا ذاك الفيلسوف الذي يبدع في كلامه ، تفكيري مشوش لست على غير عادتي التي طالما احببتها .. ارى طريق الضياع و استمر فيه دون مبالات لا قلب يشعر و لا عقل يفكر حتى تلك الأحاسيس قد ماتت بداخلي .. هنا في هذا الوقت المتأخر من الليل اصارع نفسي احاول ان اتخلص من هذا الشيئ الذي يحبسني ، ك انني مقيد بحبل يحبس انفاسي .. جسد بلا روح هكذا اعيش ايامي التي هي ربما الأخيرة .. في قلب الإكتئاب مسجون بعيد كل البعد عن نفسي .. انا لست هذا الحزين .. !
مالذي اوصلني الى هذا الحال ، كثيرا ما يراودني هذا السؤال .. اريد ان احاسب نفسي اتمنى لو كنت استطيع الصراخ في وجهي .. " فيق وين ماشي فيق راك ضعت و كان ما تفيقش تبقى ضايع تي فيق " حقا هذا ما احتاج ، اريد التحرر من نفسي من حزني الذي اتعبني .. لم اتقبل هذا الضعف حاولت كثيرا إنقاذي لكن .. لكن خذلت نفسي و ها انا افقدها ، صرت افكر بالإنتحار .. ! كم هذا مخزي احقا استسلم الى هذا الطوفان ، ما فائدة وجودي ان لم احارب من اجلي .. اكاد اتسبب في مقتلي ، اتأثر بكل شيئ سوى كان ايحابي او سلبي .. كيان ما يجذبني أ هو الموت الذي كثيرا ما رغبت فيه او فرج يبعد عني حزني .. حزني الذي لم ارده لكنه ملكني و ها هو بهدوء يتسبب في موتي .. لكن هناك صوت يناديني ، صوت ضعيف اكاد لا اسمعه يطرق باب اذني صوت امل يبشرني يقول استطيع ان اغلبني و اتغلب على حزني .. استطيع ان اصل الى حلمي الى قدري الى نفسي نعم انا استطيع ان اسعدني .. ! اخيرا قد ابتسمت ! نعم ابتسمت و اهتزت اكتافي و قررت ان اصارع نفسي و ان لا افكر في الموت فهو عاجلا ام اجلا سوف يأتي ..
و ها انا احادثني ، انا من وضعت نفسي في هذا المأزق و كدت افقدني و قد حان وقت الإنقاذ ! و ذاك الصوت الذي على اذني مازال يحفزني .. صوت جميل يأخذني الى الفرح الى السعادة التي كثيرا ما بحثت عنها و لم اجدها لكن الأن صرت قريبا منها
دون مقدمات وجدتني اقول ، ما فائدة هذا الحزن ؟ و لماذا كل هذه التعاسة كأنني عجوز في السبعين و انا في العشريين من عمري ! هذا وقت شبابي ، وقت معركتي و قت حربي و لا يمكن ان اهزم .. اعتبرت الآمر حرب لأنها كادت تؤدي الى هلاكي .. يجب ان افوز بها حرب بين فرحي و حزني .. ! سأتخلص من هذا العبء و احطم كل القيود التي كبلتني .. اخيرا بدأت افكر بعقلانية و ارى كل شيئ بوضوح ارى طريقي الذي اضعته ارى نفسي اوجه كل الصعاب التي تحملتها و ارهقتني .. هنا يكفي .. !
كلمتان طالما اردت نطقهما منذ مدة ، نعم هنا يكفي ، قد استفقت من هذا السبات الطويل .. يراودني احساس جميل لم استطع معرفته بعد ..
تغاضيت عن الأمر و لم افكر كثيرا ، تسائلت !
ايا انا الا استحق ان اكون سعيد ؟ الا يجب ان افرح اغني و ارقص و اعيش شبابي ! كأن بشيئ يرد " نعم تستحق " قد ابتسمت مرة اخرى و اعتبرت الآمر ايجابي .. نعم هو امر جميل فأنا قد مللت وحدتي ، حزني و اكتئابي .. كرهت هذه المرحلة من حياتي ربما قد تبقى اثار من التعب و الارهاق لكن يجب ان تنتهي الأن فورا ..
صرت اتطلع الى غدا افضل مليئ بالفرح و بالسعادة .. غدا كون فيه انا و تلك الروح التي اتعبتها انا و عقلي الذي طالما كان مشوش ، رفقت قلبي الحنون الذي طوال الليل يبكي .. و ها انا اواسي نفسي بكل ما فيا من طاقة فذاك الحزن المزمن قد كاد يحطمني .. تداركت الآمر في اخر اللحظات ، بداخلي امل و ذالك الصوت يطاردني .. ربما لولاه لما تمكنت من انقاذي ، يكفي ما خسرت من عمري و اضعت كل الأوقات الجميلة لن اخذلني ، نعم سأتمكن من عبور هذه المرحلة ، بداخلي عزيمة و اصرار لا ادري مصدرها لا اعلم ماذا تخفي الأيام القادمة لكن متأكد من انها اجمل .. نعم اجمل من هذا الحاضر و الماضي الحزين ..
سأترك كل هذا خلفي و اعانق فرحي و عمري و شبابي لن افكر في اي شيئ سلبي ، سأعتبر نفسي مولود جديد .. بلا ماض و لا حاضر فقط مستقبل جميل ينتظرني ، سأتعايش معه لحظة ب لحظة و لن اترك مجال للحزن او لأي شيئ يعكر مزاجي ف بكل تجربة يخرج الإنسان مستفيد بفكرة او ب عبرة .. لا احد يستطيع ان يؤدي بك الى الهلاك سوى نفسك و لا احد غيرها تنقذك .. تعلم مواجهة واقعك و لا تهرب .. و كما قلت دائما ، انا لست هذا الحزين ، فأنا لم احب يوما ما كنت عليه و اخيرا تغلبت علئ نفسي و عدت الى طريقي
محمد الكشرودي
Website Design Brisbane