المسامح كريم

left-alone-relationshipMarwa Mahfoudhi - مروى محفوظي

... كدت أصدق بأنه أحبني، وترك كل شيئا من أجلي، ترك ما يؤذيه وما يؤذي فؤادي، تخلى عن زمام الأمور المرهقة والمكهلة، أحسبتي يا نفسي أنه يمكن لإنسان كهذا أن يعود بأسلوب حياة جديدة بعيدة أعمق البعد عن طبيعة حياته تلك؟ حمقاء كنت! لأنه كشرقي ناشف الحنان يزعم أنه يعتني بك ويهمه أمرك ويوفر لك كل طاقات الحب والتعابير محاولا بذلك لعب دور الفارس المنتظر،

وفي الجانب الأخر والمعهود تجلسين كشابة يانعة تصدق تصنع رجلا قد خذلها مرة، يعود كمألوفا يعلم بحال أهل الدار وزوارها، يعلم مايخفيه سكان "القلب ". كمتصنع يريد زيارتك وهو يعلم ما تقدميه من ضيافة( إستقبال جاف مع بعض الكلمات التي تنتشي الجسد وتداعب مشاعره) ومع طريقة للجلوس تبدوا هادئة ( كإبتسامتك لسماعك كلمات الحب التي قيلت لك من قبل وتعلمين في طياتها أنها لن تدوم) ومقبلات تكون قبل الأكل (أهمها أنك لا تتكلمين كثيرا لتفتحي شهية حديث وبذلك تفسحين المجال ليرتاح ويريح كلامه)،

ومع هذا تفتحين باب الأمل ونوافذ المستقبل (تعبيرات مسروقة من -المسامح كريم-سأذكر لم كتبت) نحو بيت حطمت جدرانه بعد إحتراقها طويلا، وكأنك تريدين أن تسترخي في حرارة مرتفعة -كدرجة حرارة اليوم- متمتعة بشواء أطرافك ، أي حب هذا لا تري فيه نفسك مشبعة بالحب الذاتي، ذاك الكائن الملائكي الذي يقول لك -صباح الخير لنفسا مليئة بالخير، تعبيرا يبدوا كلاسكيا وأسطوريا لكنه الأجدر بك، والأجدر بمكانتك كأنثى، لن أصف لك الكثير من المستجدات التي تناسبك لأن داخلك وحده يعلم ما يريد وما يرفض، أعود بك إلى -المسامح كريم- وما قصدته من كتابة (باب الأمل) ذلك أنه عاد وداخله أملا كبيرا لعودتك فأنت كنت اليائسة والبائسة في تلك العلاقة فيعود فاتحا أمل الحياة والإصلاح والمراجعة والمعاودة وداخله أنه عاجز لإيجاد بديلا لك،

فقد طرق كل الأبواب ولم يجد بابا كبابك فعاد نظريا للإصلاح أما الأصح فقد عاد لأنه لا يريد أن يبحث فالخوف قد سيطر عليه ، فتريه معلقا بين أن يبحث عن المزيد فلا يجد ما يبحث عنه ويفوت فرصته في إنتظارك له، وبين أنك سهلة الفريسة يعود لأنك مسالمة سهلة المراس، -صدقي قولي لا يعود الشرقي إلا منهزما من معركة كنت أنت الفائز فيها من دون خوضها، فيعود لينزع منك الفوز بقراراته وتطورات أساليب تعذيبه الجديدة تحت شعار -سبق وإن غفرت لي-. أما عن نوافذ المستقبل فهي كلمة يعتمدها كمصيدة لفريسة ضعيفة كأحد الأرانب أو الجرذان في محصول زراعي حين يضع الصياد قفصا يترك داخله فضلات الطعام لتأتي الأرنب جائعة أو الجرذ ليأكل فيغلق القفص، صيد لم يكلف هذا الصياد سوى فتات خبز عادة ما تكون بقايا شضايا طعام، هكذا يراك عند قوله أردت بناء حياتي وتأسيس أحلامي ولن أجد غيرك أحب فأنت متسامحة والمسامح كريم

مروى محفوظي
المسامح كريم