المجدُ للأمّهاتِ

femme-bedouineJihen El Beshry - جيهان البشري

المجدُ للأمّهاتِ المصاباتِ بالسّرطان اللاّتي يَدارين أوجَاعهُنّ من أجلِ أولادهنّ،

المجدُ للأمّهاتِ المطلّقاتِ اللاّتي يشمئززنَ من نَظرةِ المجتمعِ لهنّ،

المجدُ للأمّهاتِ للكادِحاتِ صباحاً مساءً ( المجدُ لربّةِ البيتِ، للأميّة، للمحاميّة، لعاملاتِ الحضيرة، المجدُ للطّبيبة، للمعلّمة، للممرّضة،للسياسية، للرّياضيّة، للصحافيّة..)،

المجدُ لتلك الأرملَة التّي تحمِلُ همّ تربية أولاَدِها بعدَ رحيلِ سنَدهَا،

المجدُ على الأصوات الخشنة حين تُنادي عبر " الميكرفون" على رزقها،

المجدُ للصّاحياتِ من قبلِ آذانِ الفجْر،

المجدُ للتِي تقُول لإبنتِها الوحيدة أنتِ قطعةٌ من كبدِي،

المجدُ للّتي تنامُ الآن على طاولةُ الوِلادة،

المجدُ للحائضاتِ،

المجدُ للعَاقِر تلك الأمّ بالفطْرة،

المجدُ لإبتسامة الأمّهاتِ في وجوهِ المارة التي صنعتْها قلة الحِيلة وزرعتها في أحادِيثهم المُملة ،

المجدُ لثرثرةِ الجَارات الحدِيثة عبر " الواتس أب "

المجدُ لبَساطة أغنياتهنّ وسجادهتنّ ودعواتهنّ،

المجدُ للوجُوه الّناعمة حين تَمسح بكفها النوم عن عينيها كي لا يتأخّر طفلها عن المدْرسة،

المجدُ لدفء النور في قلوبهنّ،

المجدُ لرقة دعواتهنّ المجدُ للأمّهات،

المجدُ للسّاعين لرزقهم، والباحثين عن العملِ، وعن الحُبّ ، وعنِ الحُريّة ،المجدُ للمتوكّلين على الله ، ..

المجدُ لتلكَ الجنّة،

كلّ عامٍ وأمّي وأمّهاتُ تونِس جميعًا ورداتٍ يزيّنا حيَاتنَا..

بقلم جيهان البشري

المجدُ للأمّهاتِ