الحلم الجمع
Ibtissem Ben Abdallah - ابتسام بن عبدالله
في إحدى أروقة الجدال،
ذكروني بأني إنسان،
و زعموا أني أغوص في النسيان،
و لم يكتفوا فآتهموني أني شيطان،
ذلك لأني تنكرت النسيان،
فقد نطقت بلسان العروبة بعد أن جئت إنسان،
اعترفت بعروبتي بأطلق لسان،
و ذكرتهم بأن في الإنسان لا إنسان،
و دونه لا هم يكتملون و لا أكتمل أنا،
فقالوا و أعادوا ٠٠ أني إنسان،
فأعدت أكثر منهم أني عربية بعد أن جئت إنسان،
كنت فقط إنسان ٠٠٠
لا أبالي لا بجنس و لا بنسب و لا بمال و لا بأي كان،
كنت مجرد إنسان بسيط،
أرى، و إن سئلت يصبح نظري ضعيف،
أسمع، و إن سئلت يصبح سمعي أيضا ضعيف،
و قبل أن أنطق، أعنف،
و تحت نعالهم، أدعس،
و بسبب الإنساني في داخلي، لا أرحم،
فضمن المضطهدين، أصنف،
فعن أي إنسان تتحدثون ؟؟
و في إنساني طفل بريء شوهتموه،
فور أن أبصر بمسمار الظلم ثقبتم عيناه، فبصره سلبتموه،
و فور أن أصغى دسستم قطن طغيانكم في أذناه، فسمعه أفقدتموه،
و في أول حروف نطقه، بمخيط سلطتكم أخطم فاه، فأخرستموه،
فقتلتم طفلي دون أن يموت، ٠٠٠
فأتت عروبة الإرهاب،
هكذا سُمّيت في قاموس الطغاة،
مدّت لطفلي يد السلام ،
لكن لا ردّ ...
ما الردّ !! و كيف يردّ و طفلي يتيم الوعي و الإدراك ؟؟
ما الردّ و طفلي فقدَ كل احساس ؟؟
... فنطقت عروبة الرجال ...
و أعيد قولي .. عروبة الرّجال،
و ليست بعروبة الذكور و الإناث،
فما أنجدت طفلي سوى عروبة الأحرار،
نطقت فقالت،
قم يا صغير ..
و إن كنت جليس،
فإنك بعقلٍ سليم،
و إن عقلك هذا للطاغوت لَوباءٌ خطير،
قامت فأعادت،
قم يا بريء ...
أجل إنك لبريء و إن كنت في أعينهم مدان،
مُدَّنِي يدك و إن اجتمع علينا كلّ القضاة..
هزّتني ليعتي على طفلي،
فحملتُه برفقٍ على ظهري،
آملةً ايصالهُ الى من يشفي،
فسِرْتُ به و ظللتُ أمشي،
و أنا أمشي ...
أحسست بالمشي خلفي،
لكن لا أحد !!
واصلت مشيي،
فإذا بجموعٍ في الظلام الدامس نحوي تمشي،
تتسابق بسيوف القهر نحوي،
و أوّل لفتةٍ الى الخلف، وجدتُ العروبة سندي ...
لا خوف عليك طفلي،
كيف أخاف و ممّا أخاف !!
و لنا سندٌ غير الربّ لا يخاف،
حتّى ذاك الحشد من الأمام،
تراجع فور رؤيته لمن يهاب،
صدّق يا صغيري أنّنا بأمان،
دام لنا من العزّ صولجان،
يبعثُ بعدوّنا الى السماء،
صدّق ... و صدّق ..
دام لنا عزّ و كبرياء،
و شرف و انتماء،
نحن بخير و ألف أمان،
و #الحلمُ الجمعُ بات في السماء،
ينتظرُ غضب صفوفنا لِيُمطر،
و يعمّ الأرض فتُزهر،
و ورود الحقِّ تُنبِت،
و يبعثُ الرّعد صواعقه فيحرق،
الباطل الغريب و يقهر،
زارعَهُ ثم يقتُل،
ذاك المُجازِف بإطفاء الحريق و يدفُن،
كلّ الشرّ و يَختِم،
بأقواس قزح لِيفرح،
حشدنا العربيّ و يفخر،
بشبابِ الحق و الحلم و يُدوِّن،
التاريخ لمن سيلحق،
بطولاتهم و يُمَجِّد ...
أما عنك طفلي فستشفى،
و نعُد سويّا لذاك الرّواق و نرفع،
راية العروبة و نُذكّرهم و نشمت .
ابتسام بن عبدالله
Website Design Brisbane