هنا رأت الحرية التي حلمت بها .. هنا تنفست الهواء الذي شككت في وجوده .. لكن الحرية لم تكن متوثقة بالمكان .. لم تعلم أن الحرية مفعول بها و هي الفاعل في نص حياتها .. منا عندما غيرت المكان فهمت أن الحرية كانت موجودة أمامها و لكنها اختارت أن لا تختارها .. جسدت أحلام فتاة شرقية بدون أن تعلم أن أحلامها يمكن لها أن تتحقق في بلادها الشرقية

لم تصدق قبل أن الأراضي الشرقية خصبة كفاية لزرع أحلامها .. ها هي في النصف الآخر من العالم تزرع و تسقي في طموحها الذي لا يفتأ أن يتضخم لكنها تشتاق لراءحة الأتربة الشرقية .. قضت حياتها تصارع أنانية الرجل الشرقي و لكنها الآن تحن لعطفه و حنانه و خوفه عليها

لكن قرارها في أن تكون إمرأة مستقلة و ناجحة لم يفارق خيالها لوهلة .. هي إمرأة شرقية عانت من العنف الشرقي لأحلامها .. هي إمرأة شرقية اضطهدت آمالها و امكانيتها لكنها لم تكن امرأة شرقية في تصرفاتها .. علمت أن الشرقية إضْطُهِدت عندما رضيت بالإضطهاد عشيقا .. علمت أنها كانت عالقة في أرجوحة ما فتئت توهمها بدفعها عاليا لوهلة ثم تلطمها أرضا عندما تقترب من القمة