الحبْس للنساء

mariee-tristeSonia Zid - سنيا زيد

اللّيله عرسها المغبونه

روبه بيضه آما دموعها على خدّيها ممدوده

مفجوعه كل ما تتذكّر آكلّيله لمشومه

راجلها يحبّها و عمرو ما مسّها , يستنّى في هلّيله عندو مدّه

كانت مسكّره عليه اللّعب و في وسطو عمرو ما حسّها

اللّيله ليلة دخلتها و هيّ دخلت و خرجت في حلّتها

تسكّر عليهم الباب و ماعادش عندها وين تهرب

تسبّت بتبديل الرّوبه و دارت على حيوط البيت تضرب

جاها بدا يبوس و يعنّق و هيّ ما لقات على شكون همومها تعلّق

بدنها سكّرت عليه آربعه سنين و معاه حكايتها الّي تبكّي العين

اما حضرت روحها للجيم و السّين

"ميسالش راجلي يحبّني ويقدّرني كان نحكيلو تو يفهمني

راجلي خذيتو قاري و عينيه محلولين

و الحكايه تو يسمعها و يفهمها في كلمتين"

هوّ يقرب باش يمسّها و هيّ تتذكّر أكلّيله و سمّها

و بدات السّؤلات : شبيك عزيزتي ما عينكش ?

تاعبه و قالولي آوّل ليله تبدى ما في حالكش..

"انا نحبّك و نموت عليك و اليوم نحبّ بقلبي و ببدني نرضّيك "

الغصّه شدّتها ما نجمتش تقلّو الّي قلبها مات و حياتها خلطت عليه

إلّي بدنها دفنتّو و رمات عليه التّراب

ولاّ صحراء شايحه و معشّش فوقها الغراب

ما نجمتش تنطق و تفهّمو إلّي جروحها من هاك العمله ما برات

هوّ كبّش , أمّو تستنّى في البشاره محضّره علّوش للذبيحه

و هيّ خايفه على عايلتها ملفضيحه

"اما لا راجلي متفتح و يعرفني بنت عايله

لا نرمي روحي ولا ريقتي عل لولاد سايله"

عندي ما نقلّك

لا آنا توّ عندي ما نعملّك

مانيش كيما انت تتصوّرني

إلّي باش تقولو الكلّ عزيزتي عمرو ماهو باش يبدّلني و لا يبرّدني

و صدّقتّو المسكينه و آوّل مرّه تحسّ في روحها صبيّه بنت عشرين

سلمتّو روحها وقلبها ولّا يدقّ في الميتين

و يا ريتها ما صدقتّو , و هلّيله قعدتّلها مرشومه ما بينات العينين

.....

قعدو كلّ واحد على حافّه الفرش

وهوّ ولّا يحكي على شرفو ما بينات ولاد العرش

معادش الرّاجل الّي تعرفو عندها سنين

مش هوّ الّي كان يحبّها و عليها ياسر حنين

ولاّلها عيرود لا يعرف لا ربّي لا عبادو

عينيه حمارو  مدّ عليها يدّو

نسى إلّي هيّ مرتو و آوّل ليله معاه ولاّ حاسبها راجل من ندّو

-مرتي ما تصلحش و بعرسي بيك ما تفرحش

-تعدّاو عليّ ما تحمّلنيش غلطه مش بيدي

-شمخرّجك يا هامله في نصاص اللّيالي ?

-أمّي مريضه لازمها دوا نخلّيها تموت و نقعد راسي راس خيالي? على خاتر كمشه مرضى طمعو فيّ?ماراوش آلّي فيّ مكفّيني و دموعي على عينيّ ; بحوايج دار مغطّيه من راسي
لساسي  , نجري و ساقيّ أعلى من راسي

-إنت هيّ السّبب يلّي ما تحشمش.

-ما تزيدش عليّ ياخي ما ترحمش?

-واش يقولو عليّ النّاس? باش توطّيلي راسي يا عاهره و نهايتك معاي ضاهره

-النّاس آنا ما لقيتهمش كي بالسّيف حصروني , بزقو عليّ و تعدّاو يسخايلوهم خواتي بالكمشه شدّوني استحلاوها فيّ و لوكان يلقاو راهم كمّلو عليّ

كركروني من شعري و لوكان مش هربت راهم بداو يخمّمو في نحري

-شخصْ كان قتلوك و رتحوني من هالعار الّي مسّخني

-ما تبداش بغلطِة و جريمة غيري تحاسبني

- الجّريمه باش تصير توّه كان ما تسكّرش فمّك يا شريفه يا بنت الفاضل

-آشرف من اربعه رجال طمعو في صبيّه..

- و رماولي الفاضل

-ما تحكمش عليّ و تبدى على تخلّف اولاد جنسك تناضل

الدّم طلعلو لراسو و آصلو رجع عليه , ما حملش مرتو تعدّيها عليه

ما صدّقهاش و مش كيما تصوّرت هيّ !!

ما عنّقهاش , ما خبّاهاش في صدرو و ببوسه ما رضّاهاش

حطّها تحت ساقيه و آستعبدها , قطّعلها لبستها و شعرها

شدّها بالسّيف و آستفعل فيها

ماحبّش يحسّ روحو اقلّ رجوليّه ملّي قسموها معاه و بدّعو بيها

دمّها يقطّر و ساقيها ولاّو يسطّرو عليها

رجعت لكل خربه الّي بجنب دارها

و اربعه ذيوبه دايرين بيها ينهشو فلّي كان يتسمّي بدنها و توّ ولّى عارها

صياحها معادش ينفع و قلبها بسكاتها ما عادش يرفع

قبلت لهانه مرّه اما الذّل معادش تنجّمو

و الكره إلّي زرقتّو عام بعد عام في عروقها معادش باش تلجّمو

بدنها كالحجره يبس وهوّ رجوليتو ما بينات ساقيها قاعد يرصّ

... و قتلتّو

بيديها خنقتّو و بسنّيها في لحمو شوهتّو

عينيها شاحو , آوّل مرّه الظّحكه تتعدّى لقلبها و تلبس روحها

بدنها ولّا سلاح و بدم راجلها سقات جروحها

معادش ضحيّه و خذات حقّها

ملّي إسخايلتّو راجلها أما هوّ في كرامتها دقّها

و خرجت للحظّاره إلّي قعدو يستنّاو في سيدي وقتاش يفضّ البكاره

"سيدكم مات يا شرفه ; اللّبوه المجروحه صفرتلو بروحوو خاتر طلع يزيد بالصّبر على بقيّة المرضى

القطرتين إلّي تستنّاو فيهم عوّضتهم باترتين

صبّرو بيهم رواحكم حتّى لين تعرفو شمعنتها مرا في وسط اربعه وحوش تنين

ترضى الحبس و الموت ولا مكبوت يمدّ يدّو عليها , من كرامتها يعرّيها و في الظّلام يتمكّن بيها

و أمّي نهنّيك توّ وين حسّيت بروحي مرا كامله

راظيه ببدني و بمخّي و مش كيما راجلي العزيز قال عليّ هامله

قتلتو و ما حسّيت بشيْ

كيما عبثو بيّ قبل و نساو إلّي آنا عبد , حسبوني لحم نيّ

قتلتو و عارفه إلّي هكّه ولا هكّه في حبساني الذّكوره معمّلين

اما اللّيله بعد اربعه سنين باش انّجم نرقد عينيّ مغمظين

بقلم سنيا زيد
الحبْس للنساء