الحب والنسيان والمعقفين

amour-interditسنيا قرّام الجديدي - Sonia Garram Jedidi


-1-
لماذا حدثتك عن نفسي يومها؟ عن احلامي اللتي التهمتها الذاكرة عن حبي عن ألمي. يومها وقفت أمامك عاريا من كل شيئ إلا من حب مزّق أحشائي. يومها آلمني حبك وآلمني اعترافي وآلمني صمتك. ليتك قلت شيئا يومها حتى ولو كان رفضا فأفضل من صمتك. لازلت ياحبيبتي لا أجيد لغة الصمت فأنا قبل كل شيئ شاعر غذاءه الكلمات وكنت أجمل فراشة وأحلى عصفورة وأرق نسمة هبت على أرجاء القلب.

يومها أخذتني رغبة محمومة ومؤلمة في أن أحضنك بكل يأس الماضي والحاضر وأن أضع يدي على شعرك. يومها كان علي أن أرمي بمبادئ عرض الحائط أو عرض البحر وأن أقبل كل شيئ فيك حتى ارتوي منك.

يتآكلني الندم اليوم لأنني لو كنت حضنتك يومها لأصبحت لي للابد،  كنت أعرف أنني لو استطعت لمس قلبك بقبلاتي وشفاهي وأنفاسي لكنت لي وحدي. لكنت محوت يومها ذكرى الرجل الذي تتدعين انه زوجك وكل من قابلت قبلي، وددت لو أنني أخذت حتى نصف فرصة أو نصف قبلة أو نصفة ضمّة ولكنك كنت إمرأة لا تأمن بأنصاف الأشياء وكنت تريدين الكل او لا شيئ وكنت وجهك الآخر الذي مل من اللون الرمادي، ليتني قبلت نصف الحب فربما كنا لازلنا معا...

لماذا أنت بهذا القدر من القسوة، لماذا تتلذين بألمي وعذابي، مددت نحوك يدي فرفضتها، انا ذلك الرجل الذي قدّم لك قلبه على طبق، انا ذلك الرجل الذي كان ولازال مستعدا لمقايضة كل سنوات عمره من اجل لحظة حب منك، انا ذلك الرجل الذي أردت قتله وقتل نفسك بأن رفضته. أتسائل اليوم هل كان علي أن استغل اللحظة وأن أجرّك للخطيئة؟ ربّما لو كنت فعلتها لأصبحت لي، ماذا لو كنت امتلكت جسدك أيضا؟ هل كنت تستطعين تركي حيث انا الآن في منطقة الازمن والاحب والاوطن اتخبط بين الذاكرة والذاكرة؟

ها انت هنا حبيبتي تفتحين كل أبواب القلب على مصراعيها وتفتحين كل أبواب الجحيم. ما أصعب أن تحب امراة هي كل دنيايك وأن لا تكون لها شيئا. إن التعاسة في الحب تصنع الشعر والأدب وقد تحويلني من رجل كانت الأرقام كل حياته إلى رجل قرّر فجأة أن يضع كل جنونه على الورق.

الكتابة فعل مستمر من الألم، يوم قرّرت كتابة قصّتنا، كان عن شجاعة. ذلك أنني ظننت انني قد أشفى منك أخيرا إن وضعت قلبي على رفوف مكتبة. لم اتساءل حينها أي معاناة ان تنكأ جراحك بقلم وان تستنزف كل طاقات العشق كلمات وجمل وفواصل.

نحن لا نشفى من الحب "يا عمر العمر"، نحن فقط نتجاوز. نضع مشاعرنا بين معقفين، نغلقهما خلف ستار القلب والألم، وأحيانا وفي اللحظة التي نعتقد أنّنا انتصرنا على الحب نهائيّا، نكتشف حجم غبائنا أو تغابينا.

يومها ارتميت في أحضان البحر، هالني صمتك بعد أن سردت على مسامعك خيبتي وهزيمتي، أحسست أنّك تعاطفت مع الرجل الخطأ، ذلك الرجل الذي كنت. رأيتك تنظرين إلى ماضيّ بشيئ من الحسد الطفولي ربّما لأنه لا بطولات لك داخل أسوار الجامعة. فقط حبيبتي استريحي فلست سوى دون كيشوت معاصر خاض حروبا زائفة ضد طواحين القدر. لا تحسدي رجلا لا يملك من الحياة إلا ذكريات وأشلاء حب فربّما لو أصبح قلبك لي لكنت صاحب بطولة حقّة. حبيبتي أن تنجح في أن تملك قلب المرأة التي تحبّها هو عندي أعظم انتصار ولكنك هزمتني حد آخر حدود الهزيمة وآخر حدود القلب. فبقيت معلّقا بين تينك المعقفين فلا أنا انسى ولا أنت لي فأي مأساة هي مأساتي بك.

الساعة الخامسة صباحا ولازال هذيانه متواصلا، لا يستطيع النظر إليها لا يعرف إن كان صمتها يريحه أو يخيفه ومع هذا لا يستطيع للسكوت سبيلا . كلّما تعرّى امامها اكثر كلّما اطمأن إلى انّه أخيرا قد طرد ذلك الرجل الذي عاش معه سنوات طويلة دون ان يكون هو، فليهذي ما شاء له القدر او ماشاء له الحب.

-2-

في الجامعة درست العلوم الإقتصاديّة، لا إدري لماذا اخترتها كانت بداخلي بحار من الكلمات ومن القصائد ومن الكتب اللتي لم تكتب ولن تكتب، كنت مشروع شاعر او كاتب وكان من المنطقي ان اتوجه للغة والآداب العربيّة لكنني اخترت دراسة اٌلإقتصاد. لا أستطيع ان أجزم الآن انني قد اخترت الطريق الأجمل فالنجاح والفشل يحددهما بأي معيار نقيسهما. ولا أدري إن كنت نجحت او فشلت. كلّما نظرت إلى جثث القصائد اللي أجهضتها وكل مشاريع الغد الجميل اللتي لم اعشها وكل احلام الثورات اللي لم اشارك فيها إلا واحس انني قد اخترت الطريق الخطأ. في المقابل ينظرون لرصيدي في البنك، لسياراتي، لمكتبي ويقولون إنني نجحت. لست أدري، ربما لو ظل والدايا على قيد الحياة لكانا قرّرا أي نجاح هو نجاحي فعلى ايامهما كانت المبادئ المقياس الأوحد وعلى أيامنا اضحى الدينار وحده محرار النجاح.

لا يدري من اين له بكل هذه المرارة اللتي تحرق حلقه وتحرق كلماته هذه الكلمات التي آلمته وهي تسكن صدره وتألمه أكثر وهي ترحل بعيدا عنه.
تعالى صوتها المخملي يسأله: لماذا أنت بكل هذه المرارة؟ الحياة ليست نعم او لا، الحياة تحتمل ربّما ايضا. ضحك بحزن وأجابها: ربّما؟ ربّما تكونين الخيط الرفيع بين نعم او لا كما انت الآن الخيط الرفيع بين الحب واللاحب.

لتعترف إنّه مدهش. لتعترف انّه يثير كل ما فيها لتعترف أنّه فريد من نوعه وانّها تريده لها. ولتعترف أيضا انها خائفة وبداخلها كل حزن الأرض ولا تستطيع ان تمد يدها إليه. ماذا لو قبّلته؟ في هذه الغرفة على مرأى ومسمع من القدر ومن العبث. ماذا لو وضعت يدها على شعره ومسحت على وجهه؟ ماذا لو اخذت التفاحة الحمراء الشهيّة وقضمتها؟ ما الذي يحدث لها؟ إنها تشتهيه كما لو انها لم تعرف رجلا قط، إنها تريد ان تقبّل كل مافيه بكل ما فيها، إنّها تريد ان تحس بجسمه بانفاسه باحزانه بعنفوانه بعطشها بصحراءها بعنف رغبتها بكل ما فيهما تريده لها.
ولتعترف لترتاح ايضا انها لم يحدث وان جنّت قبله، وانها لم يحدث وان تناست كل قيمها ومبادئها وحلالها وحرامها. لم يحدث وأن خرس ضميرها وتساوت عندها كل المتناقضات. هذا الرجل سيلقي بها للتهلكة حبا وقد تلقى  حتفها عشقا على يديه.
بلا وعي منها وضعت يدها على وجهه برقة لا متناهية، مرّرت اصابعها فوق خدّه، مسحت دمعة نزلت من عينيه، لمست شفتيه بانفاسها، ووضعت فمها فوق فمه. في اللحظة التي احست بشفتيه فوق شفتيها هزها الموج عاليا وغرقت في بحر من العسل، لا تدري لماذا غرقت فيه ربما لون عينيه كان كالعسل وربما مذاق قبلته الوردي، ارتعش قلبها وعانقته بكل المشاعر اللتي عاشت داخلها دون ان تتجرا يوما على البوح بها. تسارعت انفاسه وانفاسها واحست وانها تمشي على غيمة صغيرة بيضاء، ما أجمل عطره، أنها تحس بالدوار، بل هي قبلاته التي تشعرها بالدوار، ما أرق شفتيه تلامسان فمها كاوراق الورد، تتسارع دقات قلبها حتى تكاد تنفجر، إنها تريد اكثر من ان يقبلها، كل ما فيها يربد ان يلامس جسده، يزيد جنونها وجنونه.

احست به يبتعد عنها، ماذا؟ لا يريدها؟ تكاد تختنق من هول الصدمة، لا يدري انها قد تنازلت عن نفسها لأجله ويرفضها؟ اليست جميلة بنظره ليشتهيها؟ الم يقل انه مجنون بحبّها؟ فلماذا يرفضها إذن؟ هل هي من الغباء بحيث تخيلت انها اميرته؟ تمزق شيئ في داخلها واحست بوجع لا مثيل له، لقد رفضها.

لململت نفسها من وقع قبلاته وخرجت للبحر بوجه لا يبكي، وحده داخلها كان يصرخ بهستيريا لا حدود لها ويمزق ويكسر ويصيح صمتا، الألم لا يحتمل، فوق طاقتها ولا تتكلّم. وضع يده على كتفها، أحست بارتعاشة أصابعه فوقها، ارتعش قلبها كانها لم تغضب قط، همس في أذنها بكل رقة العالم: مريومتي، حبيبتي، أميرتي، يا كل العمر، لا أريدك أن تندمي أنّك كنت لي يوما، لا اظنك الآن قادرة على تحمل عبئ ما قد يحدث بيننا، إنّني رجل ككل الرجال ولست ذلك البطل الذي تشهق له انفاسك. لو لمستك من جديد، لن اتوقف بعدها أبدا، لم يحدث وأن اخترقتني امرأة مثلك، لم يحدث وأن قبلت بهذا العمق وهذا الألم، نعم هذا الألم لأنني ما كنت قبلك سوى صورة لرجل كان أنا، لا أظنني أحتمل أن أخسرك بعد اليوم، وإن خسرت نفسك لأجلي سأخسرك قطعا.

لا تدري بما تجيبه، ربّما كان على حق، قد تستفيق من حالة جنونها العابر وتندم، تسربت كلمة الندم إلى عقلها رويدا رويدا كسيل من الماء ينساب ببطئ ولكن بثبات، عوضا عن ان تشكره أحست تجاهه بحقد مفاجئ عمّاذا ستندم؟ عن كل السنوات اللتي عاشتها دون ان يخفق قلبها؟ عن جسمها الميت الذي ظنت انه لن يحس بشيئ أبدا؟ عن حياتها اللتي كالموت ؟ وهل هو وصي عليها ؟ فلتندم ما شاء لها الندم فحجم خيبتها فيه اكبر من كل ندم.

هاهو الغضب يلفها كالعادة وتصمت، تبتلع كلماتها فتغص بها وتبتلع دموعها فلا تنزل وتبتلع هزيمتها كامرأة ولا تحرك ساكنا. في داخلها بركان من الغضب وحمم من الجنون قد تنفجر في اي لحظة في وجهه. اختارت ان تسخر منه، وفي الحقيقة اختارت ان تسخر من نفسها، ابتسمت عن غيظ وقالت له: "تعلّم ان لا ترفض ما في متناول قلبك، قد تندم يوما ما، حينها لن أستطيع لك شيئا عندما لا تستطيع لي سبيلا."

أجابها بكل غباء العالم: "سأستطيع إليك دائما سبيلا ، مهما شاء القدر، فأنت لي قطعا."

اليوم يدرك حجم غبائه، ويدرك كم أحبّها وكم يحبّها. فليعترف بدوره انّه لو امتلك جسدها ليلتها لكانت اليوم له، ليس لأنه يملك قدرات خارقة بل فقط لأنّها لن تحتمل ان تفعل شيئا مخالفا لمبادئها وضميرها. لو امتلكها تلك الليلة لبقيت له وحده لأنها لن تعيش مع رجل خانته.

وماهي الخيانة في آخر الأمر؟ لقد خانت زوجها منذ احبّته هو. ما هذا المنطق العجيب للاشياء؟ الخيانة هي عندما تنام مع امرأة وتمارس معها الجنس، هذه هي الخيانة حسب التعريف القانوني والشرعي. وعندما تغازله وتقبله وتعانقه وتحبه بكل جوارحها الم تخن زوجها؟ وهو ألم يخن ملاك الاف المرّات في سرّه وعلى مرأى ومسمع منها؟

هذه البلاد ستوصله حتما للجنون، هذه البلاد اللتي لا يتوانى شعبها في نشر غسيله وفضائحه على الفضائيات دون أي خجل. في بلاده تصبح أستوديوهات التصوير حلبة للصراع الزوجي وكل الشعب يتفرج ويستمتع ويستعوذ. الكل يحمد الله لأن هناك من هو اشد منه بؤسا وتعاسة. فمن قبلت زوجته رجلا آخر يحمد الله على ايامنا لأن البرنامج البارحة جاء برجل انجبت زوجته اطفالا من رجل آخرفلتقبل من شاءت إذن ما دامت تفعله سرّا ولا تفضحه على شاشة "سي علاء".

أي قيم يتحدثون عنها ؟ كشعار أحد الأحزاب "الشعب مسلم ولن يستسلم" عن اي شعب مسلم يتحدثون ذلك اللذي انتخب من دفع اكثر وتعلل بانهم يخافون الله؟ الله؟ ومن منهم يعرف الله حقّا، الله، إلاه الجمال والحب، الله الواحد الأحد، الله الوهاب، الرزاق، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام. إلاهه الذي يعرفه إلاه الحب والمحبّة، هو الذي خلق زرقة السماء وسحر الغروب، هو الذي يغفر الخطايا، هو الذي يثيب ويعطي بلا حساب. أمّا إلاههم الذين يتحدثون عنه فلا يعرفه، الله الذي يقتل بسببه وبامره أبناء الشعب الواحد، الذي يتكلمون باسمه ويكفرون ويأسلمون على مقاس حذائهم الضيق وعقلهم المظلم، وهل يحتاج الله لمن يتكلّم باسمه؟ الله اللذي تسري كلماته في الكون كرحيق الزهور، يراه في زرقة البحر، في حفيف الرياح، في غناء الطيور، يسمع موسيقى الكون التي تعزف على إيقاع التسبيح له وحده والصلاة والسلام على نبيّه الكريم.

منذ أحبّها، عاد إلى الله امتلأ قلبه بمشاعر عميقة وفاض حبّه على كل الكائنات، سرى في شرايينه نور من الله، فأصبح يرى ما لا يراه الآخرون ويسمع ما لا يسمعه الآخرون، منذ أحبّها، زاد حبّه في الله، لأنّه أحياه بعد موت، كانت معجزته الصغيرة،  وجد نفسه يصلّي ويتامّل صور الكون وتقلباته. وجد سعادة في التسليم والرضا والفرح بكل ما يقدّره الله وأحس بنفسه تسمو لحدود لا متانهية. تعتريه نفحات يصبح بلا جسم يمشي على الغيوم وبين السحاب، يصعد إلى عنان السماء، تدمع عيناه حبا في الله وفي رسول الله ويفيض قلبه عرفانا ووجدا من فرط العشق. لقد حوّلته إلى عاشق صوفي.


-3-

لازال يتذكر كل ما حدثها عنه في تلك الليلة على مشارف قبلة وعلى وعد بما هو أجمل، قال لها: درست الإقتصاد في الجامعة لسبب وحيد هو أن أفهم من الذي يحكم العالم. فليس السياسيون هم من يصنعون ربيع الدول او خريفها وحدها رؤوس الأموال  من تقرّر في أي بلد ستشرق الشمس وفي أي فصل ستمطر شغلا او عاطلين. كان علي ان أفهم كل المعادلات المعقدة عن الأسواق والتدفقات المالية والمخاطر الإقتصادية لأنني كنت أحلم بتونس أخرى لكل التونسيين.

كنت احلم بشغل كريم لكل العاطلين، بشركات تونسية تستثمر في كل القطاعات، بأجور محترمة لكل العمّال، بصحافة تنقد وتفضح الفساد، بانتخابات ديمقراطية، بحكومة شعبيّة ووطنيّة "تحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد"  وقابلتها، في إحدى اجتاماعات الطلبة، كانت تعتلي المنصّة وتطالب بجامعة ديمقراطيّة وتعليم شعبي، لم تكن أجمل بنات الجامعة ولكّنها كانت ساحرة ومثيرة على طريقتها، أعجبني عنفوانها، شجاعتها، حماسها كأنّها نسختي الأنثويّة. كانت كل شيئ فيها نحاسيّا، بشرتها الغامقة السمرة، عيناها العسلتين وشعرها ذو اللون الأحمر الصدئ.  

كان كل شيئ فيها فائض الأنوثة، شفتيها، صدرها، جسدها، كل ما فيها يغري بأكثر من قبلة واكثر من مشروع حب.

يومها كانت تلبس قميصا نحاسيّا بلون شعرها، وسروالا من الجينز الأسود ودون شعور منّي سألتها: - كأنني أعرفك منذ زمن؟

-    أجابته: ومن لا يعرف معز بلقاضي في الجامعة؟ إنّك أسطورة حيّة، أحفظ كل أشعارك عن ظهر قلب وحضرت كل اجتماعات الطلبة التي نظمها إتحاد الطلبة. لابد وأن نتحصل على الديمقراطية في هذا البلد ولا ديمقراطية دون جامعة شعبيّة.

-    لست أسطورة انا فقط أكتب ما احس به، الفقر المدقع يعم البلاد، والدولة أفلست والكل ينهب ما استطاع له سبيلا، والقمع على أشدّه ولن اسكت مهما كان الثمن.

-    نسيت ان أقدم نفسي  صباح البوسالمي، سنة ثالثة محاسبة ومشروع سياسيّة، وأردفت ذلك بضحكة ساحرة.

-    تشرفنا معز بلقاضي، سنة رابعة محاسبة ومشروع شاعر.

-    بل أنت كل الشعر يا معز، أسعدني لقائك هل نتاول الفطور معا؟

-    طبعا صباح سأكون سعيدا بذلك.

ومن يومها لم نقترق أبدا، كانت ظلّي ونصفي الثاني، تعرفت على أبي وامّي وأصبحت تحضر كل اجتماعاتنا بالمنزل. كانت تساعدني في كتابة خطبي، ندرس، نراجع  للإمتحانات، وناكل معا بل لقد أقامت في بيتنا أيّاما لأنها لم تستطع ان تدفع إيجار المبيت ذلك الشهر لأنّ والدها كان عليه ان يختار بين دفع معلوم الكراء أو مصاريف علاج امّها من مرض طارئ ألّم بها.


 رواية بقلم سنيا قرّام الجديدي

الحب والنسيان والمعقفين