اقتلونا الكلّ

larmes-femme
Amen Rezgui - أمان الرزقي

مللت هذا المنفى

قادرة أنا أن أجر سلاسلي ورائي و أركض

أن أقطع حبالا تكبلني بأسلاك رقيقة من شعري .. و أركض

و لكن لمن أركض و أنت يا وطني أشلاء و شظايا




وحضنك برد و صقيع

و غبارك مكدس فوق المرايا

من اين لي بجذور في الارض أضربها وترابك حامض الدموع من الظلم

أخبارك موت يقض مضجع الاموات .. و يتشبث بأذيال الباقين

و جوعك حين يشتد ,, يشبع

وبردك حين يشتد ,, يدفئ

تضجرني يا وطني بقرود سياسة لا تحسن التقاط كراتها

ومهرج يرتدي لحية و نافث للنار لا يعلم كيف يطفئها

ولكني ضحكت ذات مرة وأنا أشاهد الفقر يشتم الفاقة

و يقول من زماااان أنا طلقتها

فانفطر من الضحك قلبي .. و أنشبت أظافري كطفل صغير في قميص منفايا

رأيت فيك يا وطني بقايا كتاب ممزق ملقى في احدى الزوايا

تدفأ ببعض صفحاته شريد و صنع من الباقي منزل ورق أسكنه احدى الصبايا

وعدته فوعدها

و خذلته فخذلها

ليموت الحلم وأطفال الدفاتر

ما أقسى اجهاض الاحلام لو تعلم يا وطني

صرت أخشاك يا وطني حين رايت الحرية تمشي في شوارعك مطأطئة

كشر عظيم

كشيطان رجيم

كامراة ذليل

يكسو الدم أسمالها البالية

قد أحكموا عليها الوثاق

منعوا عنها الهواء

و حين صرخت .. قالوا عورة

فيك يا وطني كل شيء حرام .. و لكن جسدها مباح

يضاجعونها مرتين قبل النوم و ما استطاعوا اليه سبيلا في الصباح

ينفثون فيها سمومهم

يتركون على جسدها علامة تعلم بوجودهم

و على جبينها يكتبون .. اصعد

فهذه العورة حلال

و متى اشتد بالصراخ صوتها كتموا على أنفاسها

و قالوا عاهرة

من فض غشائها بطل و من تزوجها كافر بل مسكين

و متى حبلت قالوا مومس من أين لها هذا الجنين

سندعوه باذن الله لقيطا

أتظن نفسها مريم العذراء فما هذا بعيسى وما نحن بمسيح

لعنة الله على الكفار سنقتلهم و لكن بعد هذه المضاجعة الأخيرة

تعبت أناملي الصغيرة يا وطني و هي ترقع لك في الظلام ثوبا

ووهنت قبضتي تحاول عبثا جمع اجزائك المتنافرة

وفكرت أن أصلي من أجلك طويلا

و لكن الآلهة فيك كثير.. و أنا صغيرة

صغيرة حائرة

لا تبك يا أبي على أطفال ترعرعوا بين مفاصلك وحين اشتدت مفاصلهم قالوا اقتلوه

كهذا الرب يأمرنا

فإن كان زمن القرابين قد ولى فقد تخلف عن ركبه الجهل

الاهنا واحد و حبك دين يجمعنا

اغفر فقد أغرتهم بيوت العنكبوت في زواياك فمزقوك علهم يجدون خلف احداها رسولا يعيد مجدا قد ضاع

وكرامة مهدورة

و ينقذ البقايا

إني أخجل غصبا عني با وطني

حين أدعوك وطني

كما يخجل ذاك اللقيط بنسبه

و إني اخجل ان اخجل بك فانت حبيبي و أنت الوطن

سأكتب لك من منفاي قصيدة .. أحبك فيها رغم الالم

و أصلب من أجلك و ستحيا

و ستبقى القصيدة من بعدي

و أصبح في حبك بطلا

ينصب لي في ثناياك تمثال .. لا يعنيني

لا يحييني

لأجل عيونك يا وطني

سأغرس اسناني في لحم مغتصبي

و انظر في عينيه طويلا

وابكيك طويلا وأقول .. اغتصب بكل قواك اغتصب

_____________
أمان الرزقي
اقتلونا الكلّ