نظرت اليها ثم الى حذاءها هي لم تر الثقب الموجود اعلاه و هي ظنت انها راته اخفت قدمها فالثقب واضح ... الفقر.. عدوّ الحياة حبيب الظلام . عادت الى المنزل سمعت ضراخا مكتوما و شخص يئنّ .“ لقد لكمها“ قالت اختها الوسطى ..

هزّت راسها فقد اعتادت المشهد و ركضت الى فناء الدار حيث تتكدّس امتعة قديمة .. الفقراء لهم امتعة كثيرة قديمة.. يعتقد ميسوري الحال انّهم يكسبون الاجر و لكنّها تمقتهم و تتمنّى فقرهم.. اللعنة عليهم .. هل نحن نستودع فضلاتهم ... بحثت جيّدا و اخيرا وجدت غراء الاحذية حاولت ان تلملم الثقب اعلى الحذاء .. ” ماذا تفعلين ؟“

عيناها متورّمتان ووجهها منتفخ .. ” ماذا افعل؟ّ يا امّي احاول ان اخفي فقري . و انت لما عيناك متورّمتان؟ اعتدتما العراك جهرا و سرّا يا الله بتّ افكّر في الانتحار  “ ” استغفري الله  امّا انا فقد سلّمت امري للّه  و له من بعده  لقد ضربني“ ”لماذا؟“ عاد متاخّرا من سهرة امس متاكّدة انّه كان يقامر“ .....

اجل انّه يقامر لا حلّ لديه انا اعذره في البداية كانت هوسا و هواية و الان اصبحت حاجة انّه محتاج الفقر لعنه الله  يصنع العاهات .. يكره الخمر و لا يحبّ المخمورين  يعتقد انّ القمار اقلّ وطاة من الخمر لا يقرب الزّنى و لا الخمر لا يعرف الصّلاة و لا قواعد الصّوم ..

يا الله متى ينتهي هذا الشهر الكلّ يراه شهر الرحمة و البذخ و الاكل الفاخر و هي تراه شهر العراك و العنف فبعد رمضان يهلّ عيد الفطر و يلزمه كثير من المال .. قمار فعنف فدموع.. نظرت ثانية الى حذاءها لقد رقّع الحمد الله ...

بقلم خولة عواينية بكوش