إمرأة لا تعرفني

letter-from-motherDhouha Talbi - ضحى الطالبي

الساعة الآن تقارب السادسة فجرا... حبيبتي آيلا كما أحببت تسميتكِ أردت أن أكتب لكي كما عادتي معكِ ،لم أتنبه لمرور الوقت إلا الآن إكتشفت خلسةً أني قاربت الستين من العمر و هو كما لو علمتي سن العجز كما يصفه علماء الجيل لم أؤمن يوما بما قاله هؤلاء لكني الآن وضعت دراساتهم في الحسبان، قبل أربعين خريفا من الآن تزوجتُ أباكي عن طيب خاطر أبي العجوز الذي يسعى لتزويجي ليضمن مستقبل إبنته الوحيدة،تقدم لي الكثير نظرا لجمالي الذي أعتبره ميزة من لله لكني مقابله خُلقتُ بتلعثم أحاول إخفائه قدر المستطاع...

لكن في الأخير ظفر بي والدك... كل شيء على ما يرام لحدّ الكلمة فقط بعد سنين لاحظت أن بطني لم يتقدم أمامي بل بالعكس نحفت أكثر جراء التفكير و رغم ذاك لم يشعرني رَجُلي بنقصي كإمرأة...بعد فُحوصات كثرة صارحني الطبيب بأن العجز ليس مني بل من أباكي... صليتُ الله ليلتها أن لا يعلم فأنا أخاف عليه، أخاف أن أشعره أنه سبب تضرعاتي و دموعي التي يخفيها في صدره،شعرت بعجز تجاهه أكثر من عجزي هذا (دموعي أحبسها عني كي لا يسمع نشيجها)...أردت إخباركي بكمّ أنا أشتاقكِ فقط لو تخلقين بيننا! والدك أيضا يريدك لكن الأمر ليس بأيدينا... إنتظري رسالتي بعد غد !

إمرأة لا تعرفني