أنين ثكلى
Tayssir Rabah - تيسير رابح
ذات ليل سرمدي سمعت أنين إمرأة كان أنينها كأنين ثكلى فقدت وحيدها بعد يأس سنين خلت .
حز في نفسي صوتها الحزين فلم أقبع مكتوفة الأيدي و بحثت عن مصدره ،
لم يكن الوصول إليه سهل فقد عبرت منعرجات حافية القدمين غير عابئة بالأشواك المترصدة فكلما إقتربت إليه زادت حدته ..
لكن!لكن ما إن و صلت إليه حتى وقعت عيني على إمرأة تائهة تنظر تارة للأرض و تارة أخرى للسماء تتوسل النجدة
تبحث عن سند يفرض كيانها،يثبته و يرفع من شأنه ينفض عنه غبار اليأس و يبعث الروح في جسده العليل السقيم ،تتخاطفها من كل الإتجاهات أيادي مستترة برداء المواطنة و الوفاء كأنها ساحة حرب أو لعبة عامضة التفاصيل .
بدأت تتسابق إلى مسامعي أصوات قرع أحذية جنود الجيش النبيل فعم السكون لكن ما إن غفل هؤلاء الجنود في إسعاف جرحى هذه الحرب إلا و آنطلق شعاع السلاح وسط الساحة و صراخ المسكينة يمحو ضباب الصمت لكن ماهذا يا إلاهي ؟؟
حقيقة مبكمة آسترقت البصر فآغرورقت عيناي بالدموع ما إن لمحت وجهها الكامل كالبدر رغم تلطيخه بالدماء و تفطنت أنها ليست أنثى عادية إنما هي حسناء و إسمها تونس مبتورة الأيدي يتخاطفها الثنائي المشكل "الإرهاب و السياسة" فالأول سرق بسمتها و أهداها دمعة حارقة و الثاني رسم لها عالم وهمي بوعود زائفة حتى فاض كأس صبرها و آضمحل كيانها
بقلم تيسير رابح
Website Design Brisbane