أنتم الحرية

peace-syria-poemTakoua Jouini - تقوى الجويني

ارتفع صوت المؤذن , التهبت نيران الشوق قي صدري و تسلسلت الأحداث وتدافعة الذكريات في مخيلتي .

انه العيد.. وأي عيد ؟ لما بعيد أسميه ؟ و أي أجواء عيد تلك ؟

أين العيد ونحن من هجرنا سوريا في أزمتها ؟ أين العيد ونحن من تركنا حلب في أيادي العدو ؟ أين العيد و قد دمرت كل أغراضي و صارت أنقاضا ؟

أأرثي حالي أم بلدي, أم أرثي الإنسانية جمعاء عن ضميرها الذي إندثر مع أول طلقة بسوريا, مع أولى صرخات الثكالى و الأرامل .

أأرثيك يا سوريا أم أرثي حالي الذي لم يذق طعم السعادة بعد رحيله عنك, حالي الذي يبكيك في اللحظة عشرين مرة .

دماء تسفك هنا و هناك .. خرابة و بقايا وطن في كل مكان, ضحايا تنتشل من كل مكان .

شهيد بعد شهيد , فما مصيرك إلا بالشهادة في وطن يحارب كي لا يحتل , وطن صمد و صمد أمام وجه العدو .

كوطن محتل أعيش حياتي ..

كأغنية حزينة أعزف لحني, أرثي بها حالي ووطني على اندثار الإنسانية و على اندثار الضمير العربي الذي لاقى حدفه مع أول صرخة أم ثكلى انتشلوا ابنها من تحت الأنقاض, مع أول رصاصة أطلقت بسوريا لتنتهي بسفك الطفولة جمعاء..

فلا بسوريا ولا فلسطين محتلة,إنما بقية العرب هم المحتلون , فكريا سياسيا اجتماعيا و حتى دينيا و عقائديا .

في حين كل من فلسطين و سوريا تحارب كي لا تحتل , تحارب من أجل فكر حر, سياسة حرة, دين حر وإعلام حر .

دمتم فخرا للأمم , دمتم قدوة للأجيال .أنتم الحرية ,انتم قادة العرب نحو الحرية .

أنتم الحرية ونحن الإحتلال .

تقوى الجويني
أنتم الحرية