أنا نقلّك يا سيدي و إنت أعرِف قدْرك

Harcèlement sexuel au bureau

Asma Sakhri Gharsi - أسماء الصّخري الغرسي


أنا مرا ديڨورديَّة

 

باش ما نقولش تاعْبة بارشا في حياتي هاذيّا

 

أنا تونسيّة بنت تونسيّة

 

أمّي و مامّاتي علْموني نكافَح

 

 

 

أمّي و مامّاتي علْموني نكافَح
...

و نَحِّي لقْمتي من فم الكلب النّابح
...

تعلّمت منهم التّوكل على ربّي في الصّباح بكْري
...

تعلّمت إلّي الخبزة ما تجيش كان ما الواحد عليها يجْري
...

عرّست و جبت الصّغار
...

و الرّاجل مرض و قعد في الدّار
...

ماعادش عندو في حيلو جهْد للخدمة
...

و تلزّيت نبطِّل البْنيَّة مالقراية باش تعاوِنّي في جيبان الڨدْمة
...

أنا نطيّب الخبْز الطَابونة
...

و هي مسْكينة تهِز تبيعو حتى و كان الدّنيا سخونة
...

الولد الصّغير مازال رضيع
...

كان جاء يُوعى راني عطيتو الخبْز و خرَّجتو مع أختو يبيع
...

ما نقْدرش على دواء الرّاجلْ الغالي
...

ما نلْحَقش باش نخلِّص كراء داري
...

حرْت و حار دليلي
...

الخدْمة تقَطْعت يا حْليلي
...

جريت من دار لدار فمّاش ما يخدْموني
...

كلّمت ناس الخير فمّاش ما يعاوْنوني
...

يأسْت ما لقيتِش حتى حلْ
...

و نهار سطُوسِطْلي جاري في خديمة قلت هاوْ باب العرش تحَلْ
...

فرحْت و توكّلت على ربّي
...

مشيت لدار العرْف الجديد نحُث في درْبي
...

شمّرت على ذراعي و خدِمت
...

نفَضْت و هزِّيت
...

مسَحْت و حطِّيت
...

الدّار من ذْخَامِتْها
...

شرَهْت على نظافِتْها
...

تعْبي و جهْدي حطّيتو فيها
...

بقلْبي و ربّي نخْدم فيها
...

كلّو باش نحصِّل هاك الفرنْك
...

و نرتِّح وليداتي من العيشة الضَّنْك
...

النّهار لول تعدّى سلامات
...

قبضْت الفليسات و تعدّيت شريت قضَيّات و كمّلت إلّي ناقِص من الدّوايات
...

الحمد لله على كل حالْ
...

حاسّة إلّي بها الخديمة باش تتحسِّن الأحوال
...

الرّاجل مولى الدّار
...

بدى يتبدِّل نهار بعد نهار
...

مرّة يجْبِد كرْسي و باحْذايا يقْعد
...

و مرّة يحْسب روحو يمِد في حاجَة و يُقربْلي و يلْصِق
...

و أنا نكذِّب و نَسِّي
...

و نقول بالِكْشي على نيْتو خا نشوف ها الحالة لْوين باش ترصِّي
...

هو عايش وحدو في الدّار
...

و حتّى مالصّغار ما عندوش صغار
...

و كل نهار قاعد يزيد
...

و غزْراتي و ڨحْراتي ليه ما حبِّتْش  تفِيد
...

لينْ نهار تمادى في الخُنَّار
...

يزِّي عاد فُكْ عليّا ماعادش نزيد عندو حتّى نهار
...

نموت بالشّر و ما يلْصِقِنيش العار
...

نموت بالشّر و ماعادش نرجَعلو للدّار
...

بعد الفضيحة إلي عملْتهالو
...

بعد الطّريحة إلّي بشْلاكْتي وكّلْتهَالو
...

ياخي خاطر ربّي عاطيني شويّا زين
...

و شويّا لسان حلُو و حموريَّة في الخدّين
...

طمع فيّا و نسَى علاش تلزِّيت نخْدم عندو
...

ما فكَّرش في عيلتي و أولادي راني نجي قد بنْتو
...

يسْتخايِلْني كان ما ناكِلش من عندو نموت
...

ما يعرفْش إلّي بيعَان شرْفي عندي هو الموت
...

ياخي خاطِر ريتْني نِتبسّمْلك كيف نقلِّك صباح الخير
...

هاذيكا طبيعة فيّا مع النّاس الكل من قبل حتّى ما نجيب أوّل صغير
...

و إلاّ خاطر نادِيلِك سي فلان
...

هاذاكا خاطِر مقدّْرة شيبْتِك و عامْلة فيك الإحْسان
...

ماهو أنا نقولّك يا سيدي ، وإنت أعْرف قدْرك
...

و إلاّ تحِب كان عالفضايح و تقعد منْعوت بالصّبع طول عمْرك
...

صحيح الفلوس كيف تجي تعيّشنا في الخير
...

آما كان باش تجيني بالذُل و الغْبينَة بلاش بيها خير...

 

أسماء الصّخري الغرسي

 


 

 أنا نقلّك يا سيدي و إنت أعرِف قدْرك