أنا اليوم عمري ثلاثين
مازلت ما خذيتش راجل.. يقولو مكتوبي رزين، يقولو تولدت في نهار حزين، يقولو مسكينة كهّبت على الثلاثين.. البارح عملتهم الثلاثين و قدّاش تجري السنين من العشرين إلى الثلاثين.. وعلى قد ما كنت فرحانة كي عملت العشرين، على قد ما حزنت كي غلقت الثلاثين
..
الثلاثين صعيبة.. الثلاثين كئيبة.. الثلاثين سكّين.. اليوم تتحل الأفّام.. من خالاتي لعمّاتي لجاراتي وحتى أقرب صاحباتي.. اليوم يحكيو على بابوري إلي زفّر وترينويا إلي فات و شبابي إلي مات.. اليوم يقولو تشرّطت على ولاد النّاس لين قعدت مبارة..إي شبيه كان خذات لطفي ولد حبارة، التاكسي متاعو إدخل في الذهب حتى كان طرطارة.. و حامد ولد عمتها، و برّى بطّال ما يخدمش، أهيكا هي تخدم، و ياما قلتلها عمّتها خوذ وليدي راك ما تندمش
..
اليوم يجيوني صحباتي يلوموني على أشرف إلي حبّني و بكى عليا الدمّ و أنا خليتو غاطس في الهمّ وقلت قرايتي أهمّ
..
اليوم نتذكّر إلي حبّوني و دلّلوني و شراووني، أما في وقت خايب جاووني
..
نتذكّر خالد كي كان يجيبلي وردة حمراء كل صباح و قلّي نحبّك لين ريقو شاح.. أما خالد كان زوّالي ما عندو شي، وبابا كي سمع بالهدرة، قلّي أنساه، أنا فلان ولد فلان، ما إنّاسب كان أولاد الأعيان.. خالد اليوم ناب عليه ربيّ و عمل دويرة و صغيّرات و دارت عندو الدّوالب و الآفاريّات.. و أنا.. قاعدة بجنب سي بابا نستنّى في ولد الباشاوات
..
مخيبها الثلاثين، مخيبهم العينين، مخيبهم الجيران النّسناسين، مخيبهم في الخدمة كي نتعدّى يقولو بربّي آش ناقصها، زين وعين وخدمة وأصل وفصل.. فمّا إلي حاسس عليّا، فمّا إلي باهت فيّا، و فمّا إلي أصغر منّي و كي تراني تطلب اللّطف و قوّة السعد و تقول يا ربي أبعثلي مكتوبي و لا تشمّت عدّو فيّا
..
كبرت وحطيّت ساق في الثلاثين في مجتمع ما يرحمش، ما يفهمش، ما يقدّرش
..
كان عرسّت و طلّقت راني فاشلة و بيّا وعليا، و كان عرّست وتهنيت، راني موكّلة راجلي وعاملة البخوخو باش يكون خاتم بين إديّا
..
أنا لا عرّست، لا طلّقت لا تهنّيت.. أن عانس بين آلاف.. ماهو في ها البلاد، إلي بلا راجل ما تسواش، إلي ما خذاتش، عرّة النساء، وما نجحت في شيء، إلي ما باتتش عروسة، مكبوبة سعد منحوسة، يكثر عليها الكلام و تدور بها الذيّبة، واحد يوعد بالعرس و هو نيّتو فاسدة، ولاخر يفكّلها فليّساتها و يهرب، و لاخر يلعب فيها "سوبر مان" باش ينقضها من لقب "عانس"، يقعد ويحط ساق على ساق و يعطيها قايمة في آش يحب وآش ما يحبش، و الدّار تزهّزها هي و تعطيه مصروفو زادة كان تعمل مزية..
أنا عمري اليوم الثلاثين، عمر صعيب و الكلمة الوجّاعة توّلي توزن مرتين و توجع ثلاثة مرات أكثر من العادة.. وتولي بين نارين، تكمّل حياتك و تسكّر وذنيك ولا ترضى بلّي يجي وتفرّح والديك وتهنّيهم عليك
..
أما أنا مرا، أنا قويّة، أنا بألف راجل و صنعت روحي بإديّا، نعيش مبارة و لا نعطي للذّل كار، و لا حاجتي براجل ولا بصغار، وراسي عالي، حرة، مزيانة، و في حياتي عملت ألف أفار..
ب.س: أنا عمري اليوم 25, و بابوري مازال بعيد شوية على الزفارة، أما أنا صوت أنثى لا أكثر لا أقل
..
حاجة أخرى، إلي عمرهم ثلاثين مازالوا صغار، أما احنا مجتمعنا صعيب شوية.. المرا في وقتنا ما كملت قرايتها وشدت خدمتها و ولات مستقلة وجاهزة للزواج كان تقريباً في الثلاثين.. لذا نعسّو شوية على لساناتنا ونقدّرو شوية الوضع :) و ربّي يقوي سعودكم يا بنيّات :)
صوت أنثى..