أنا الريح العاتية
Samia Frigui - سامية الفريڨي
في هذا الطقس الحزين جلست أقرأ.
هبت أوراق شجرة التوت البري نحوي فانتفضت لأتدلی من النافذة. تمايلت الأشجار و تشاجرت ثم صفعني دويها صفعة كادت أن تقتلع مقلتي. إلا أنني تسمرت و رفضت أن أغادر هذه اللوحة.
هذا هو منبتي و لن أغادره ما دمت أنبض.
أنا هنا، ولدت وسط التيارات الجارفة بين أشجار خيبتني صفعتني و سترتني. فلها الفضل في انتشالي من ذلك المركب الخشبي، منذ آلاف الدهور، لتعلمني سبل الحياة..
أنا الريح العاتية، أنا السماء القاتمة، أنا السحب العاتمة أنا كل ذلك الغضب أنا كل ذلك الاضطراب.. أنا ضبابك الحالك.
انعدمت الرؤية لكنني لا زلت أری.
ألمح أشباحا ملونة، أترقبها عن كثب،أتتبعها، بعضها مازال ينبض..
في يوم من الأيام ستحتويهم أمي و ستكفلهم حتی ننصهر جميعا فحما صوانا ياقوتا و أحجارا، كلنا سوية في كنف هذه الأرض.
Website Design Brisbane