أصبحت أعلم
Sonia Zid - سنيا زيد
لٱن صرت أعلم معنى أن تحبّ فتخذِل و تُخذَلْ ، أن تحبّ فتُنْسى و تحاول أن تنسى فتفشل ، أن تحبّ فتُطْعنُ في قلْبك و تطْعَن في القرار فتخْسرْ ،
صرت أعلم ما معنى أن ترفع في قضيّه خاسره وحْدك ، أن تواجِه التّيار و الرِّيح بيديك الواهنين فتسْقُط ، و يغمرك زبد البحر فتخْتنِقْ و ترْحل ، أن تمسِك طرف الخيْط علّكَ تجدُ العلّة فيُقطَع ..
صرت أعلم معنى الهزيمه عندما تحسّست شفتيْك في الحلم لا في الحقيقه ، عندما جلست معك أيّاما في عقلي و ذرفت دموعا أمام مرٱتي و إعترفت لك بحبِّي المجنون في منامي و طبخت لك ألذّ أحلامي و ضحكت معك حدّ البكاء ، كلّ هذا و أنت لا حياة لمن تُنادي ؛ بعيدا عنّي ألف حياةٍ
أصبحت أعلم أنّ للحزن ألوانا و للخيبة مذاقا ، أنّ للّيل شمسا تمنعني من النّوم و أنّ للنّهار حلكة تمنع عنّي النّظر ، أنّ البصر لم يعد يعنيني و أنّ البصيرة صارت تؤذيني ، أصبحت أعلم أنّ جسدي يخونني مع ذكراك كلّ ليلة ليمنعني من النّهوض كلّ صباح ، أنّ قلبي تعلّم الرّقص على نبضك فأصبح يمتنع عن الخفقان علّه يجبرني على التودّد إليك ..
أصبحت أعلم ما معنى أن تحبّ بجنون و أن تُترك على حافّة العشق بكلّ برود ، أن تترك وطنك و تعيش لاجئا متشرّدا في مأوى العجّزِ عن الحياة ، أن تصبح متسوّلا في بلاط المحبوب تسرق فُتاة حبّ جافِّ العود ، أصبحت أعلم معنى أن تموت ، أن تصبح جثّة تتكلّم و تضحك و تعمل و تقول
أصبحت أعلم ما معنى أن تموت و أنت على قيد الحياة ، أن تعيش في حرّ جهنّم و أنت في فصل الشّتاء ، أن تتخلّى عن عمرك و تتبرّع بقلبك و تسقط روحك عنّك كظلّ لعين ، أن يصبح عالمك رماديّا و حياتك عبارة عن لحن حزينْ
أصبحت أعلم معاناة قيس و جنونه و عنتر و حبّه و جميل و عشقه و محمود و حزنه و نزار و حداده ، أصبحت أعلم معنى أن أكون أوّل إمرأه تنعى حبّها لرجل و تبكي كلماتِ و تنثر دموعا على قبر حبٍّ ، معنى أن أنعت بمجنونة فُلان و أهيم على أطلال صور و بقايا عباراتْ ، معنى أن أكون راهبه بعد رحيلك و أتقيّأ عبارات الشّكر و المدح من باقي الذٌكور
أصبحت أعلم الٱن معنى أن تحبّ فتهلك أعصابك و تغرق عيناك في بحر الدّموع ، أن تحبّ فيصبح لسبنك معقودا و عقدته ، لا تحلُّ إلّا بماء شفتيك ، أن تحبّ فيصبح هو دينك و له السّجود و المثول ، أن تحبّ فترى ربّ الوجود في عيون المعشوق ، أن تحبّ فيصبح الكون يدور حول خصر المحبوب ، أن تحبّ فتصير الشّمس تشرق حينينهض و تخفت حين ينام ،
أصبحت ٱعلم معنى أن تحبّ ؛ فيصير لوجود ك معنى و لحياتك مغزى ...
أصبحت أعلم الٱن أننّي سأعيش حزينه كقطّة فقدت إبنها ، ككلب تخلّى عنّه صاحبه ، كطير الفينيكس بعد أن فشل عن الرّجوع عبر رماده ، كطائر مهاجر تخلّف عن سربه ، كسحابة صيف لم تظلِّل أحدا ، كقطرة ماء لم تنبت في الأرض ، كوردة ذبلت قبل أن تهدى لحبيبه ، ككتاب لم يجد رفيقًا ، كيتيم لم يجد كفيل ... كأنا ، شاعرة تخلّيت عنّي قبل أن أنهي بيت القصيد
أصبحت أعلم الٱن أنّني سأتوسّد جسدا عنّي غريب ، و أمود كمدا و حسدا كلّما صادفتك معانقا أخرى و عليك سأغير ؛ أصبحت أعلم أنّي سأصبح مجرّد صورة على رفّ قديم ، مجرّد ذكرى عابرة إختنقت بغبار السّنين
أصبحت أعلم الٱن أننّي لم أحبّ من قبلك و لن أحبّ من بعدك و لن يكون لك بديل ..
بقلم سنيا زيد
Website Design Brisbane