أنا لا أقرأ الكتب
أتغذى بها عندما تجوع عيناي

أسمع أصوات الكلاب داخل معدتي
عندما ينام الجميع
لهذا أنا أنام على بطني

ذراعاي طويلان زيادة عن اللزوم
أحيانا أجدهما يعانقان سيقاني

لا أكمل قراءة الكتب الى أخر صفحة أبدا
و لا أشاهد شارة الافلام و لا نهايتها

الكتابة تساعدني على إكمال يومي دون عناء
فهي وحدها من توحد هشاشتي
و أحفظها لتبقى ذاكرتي حية

أخبر الناس بأنني مشغول
و الحقيقة أنني أكرهُ التواصل

المواعيد الاولى مع الغرباء تصيبني بالهلع
أخاف أن يكتشفني الآخرون دون علمي

أشعر بصداع مريع معظم الوقت
كأن رأسي تقام فيه حفلات المراهقين

أقصى أمنياتي هي أن أطير
أحسد الحمام عندما يهجر
لأنه ببساطةٍ يشعر بالضجر أو بالحر

لا أحب الشتاء كثيرا و ليس لدي أسباب كبيرة
لأبرر هذا
عدا كوني فتى ولد في يوم مشمس

قمت بأشياء مخجلة لا أحد يعرف عنها شيء
كما أنني لست نادما عليها
جميعنا قمنا بأشياء لا يعلم عنها أحد
الإنسان بلا أسرار لا ذكرى له

لا أحب أن يحتاجني أحد
بل يرغبني.

يختفي شعوري بالانبهار تجاه الأشخاص
بعد المحادثة الثانية

قدرتي على التخلي كبيرة بشكل مرعب
قد أنتحر غدا و أتخلى عني

أنا ثرثار مثل جدي
أستعمل نفس كلماته القديمة
و أنصت لكل ما يقول

أقصى مخاوفي هي أن أموت في حادث سير

أحب السماء كثيرا
التمس فيها ما رفضت أن تمنحني إياه الأرض

إبتسامتي في الصور مزيفة
وجهي الحقيقي يبكي دائما

كل الذين رحلوا تركوا بصماتهم
على غلاف قلبي

أجد في الكتابة
المواساة الاكثر صدقا
فأنا أكتشف نفسي من خلالها

يتبع...

محمد صالح بن عوانة