أتسائل لا غير

questionning-loveJihen El Beshry - جيهان البشري

قد تختلف الأشياء ومسمّياتها، قد نبتعد، قد نتعاهد على الهجر، لكنّنا في النّهاية نعود إليها، مخيّرين أو مرغمِين، لا فرق ..

مساء الخيرِ حبِيبي ؛ ( شهرين يا بخيل ستّين شمس وستّين ليل ) ، هذا ما وصف به شاعرنا الأبنودي عظِيمَ شوقه لزوجته، لماذا أقول هذا الآن لا أعرف، أو ربّما أعرف وأريد أن أنكر، اليوم يعادل الشّهرين منذ إنقطع خيط الوِصال بيننا، لا رسائل مشبعة بالحنين والدّموع، لا مكالمات هاتفيّة أشعر فيها أنّك تلمسنِي في الجهة الأخرى من الهاتف بصوتِك فقط، لا عناقاتٌ طويلة تشبه

المطر بعد عطشٍ شديدٍ، لا ضحكات تملأ الكون بصداها ..

أنا أشتاقكُ، تعرف هذا، سأخبرك ما الذّي كنت أفعله طوال الأيّام الماضية : في اليوم الأوّل لفراقنا، دوّنت ما الذّي عليّ قوله إن هاتفتنِي، في اليوم الثّاني جهّزت أشيائي التّي سأرتدِيها إن حدث وإلتقينا، فستانٌ قصير وشعر مموّج مثلما تحبّه؛ في اليوم الثّالث رسمتنا معاً وكتبت تحتها، كيف تنجو من الأشياء وهي تسكنك؟

وهكذا كانت تمرّ أيّامنا وحِيدة دوننا، على هذه الوتيرة، كنت أنتظِرك.

في بدايات الحبّ كان كلّ شيء جميل، تعاهدٌ على الحبّ الأبديّ، لا مجال لنطق إسم الغول الكبِير الذّي يسمّى بالفراق، لا خصامٌ يدوم لأكثر من ليلة، لا بكاءٌ من طرف واحدٌ ..  يبدو أنّ كلّ شيء يبدأ جميلاً ثمّ يخفت، حتّى الحبّ.

علينا أن نتسائل الآن، لماذا حدث الفراق بهذه السّهولة؟ أهو خوفٌ من المجهول؟ أم ضعف منّا؟ لا أريد أن أعرف ولا أريدك أن تُجيب، أنا أتسائل لا غير،

فقط أريد أن نعُود معاً، حيث كان للدّفئ إسماً آخر يدعى حبِيبي.

جيهان البشري

أتسائل لا غير