عادة التّونسي المتحضّر حتّى و ان عاش أو درس في الغرب الكافر، عندما ينظر اليك يرمقك بعين ثاقبة من تحت الى فوق و لو اختبأت في كيس و لا يغض البصر كما يفترض أن يفعل ثمّ يلتفت الى صاحبه قائلا بسخرية: "خويا المرأة تطلع ولا تهبط تقعد ديما عورة ..." ،

ثمّ يسرق ثمن القهوة التي يحتسيها من سطوش زوجته قائلا لها أن تتوقف عن العمل لأن ذلك يمسّ برجولته.. أمّا الاجنبي فيغرس عينيه في أسطر كتابه كي لا ينتهك حرمة من أمامه في الميترو و يعتذر اليك ان أطال بغير قصد النظر اليك قائلا أن تسريحة شعرك جميلة جدا و لم يستطع مقاومة النظر اليها ... 

لقد عاشرت من تخشى أكل حلوى الهاريبو بجيلاتين الخنزير لأنه "حرام" لكنها تأكل بل و تنهش لحم فلان و فلانة بدون هوادة أو خجل ... و عاشرت من تعتمر و تحج و تغطي رأسها و لكنها تفتن و تزرع الخراب بلسان من زيت و نار وسط القريب و البعيد ثم تضع ساقا على ساق مربّتة على قلبها قائلة بثقة مثيرة للشفقة:  "اني طاهرة.. ربي يعطيني على قد قلبي الابيض اني وولداتي ... " ... عرفت من يضع كتاب القرأن في يمناه و عيناه تتجولان بين الأسطر و بين التلفاز و بين من يجلسون من حوله و يتفوه ببذئ الكلام لاعنا حانقا معلّقا على ضيوف برامج نسمه و الحوار التونسي و صارخا في وجه زوجته كلّما فتحت فاها بكلمة لا تعجبه ...

رأيت من يجبر زوجته على الصلاة كي لا يدخل بسببها النار و يفتي للخلق بجهالة و وقاحة متدخلا في مايعنيه و مالا يعنيه و يقول بحزم مهزوز: "أكهو ..ربي و رضاية الوالدين .... " و لست أفهم الى هذا اليوم كيف ترضي والديك بما لا يرضي الله ولا عباده !!  فأيهم يحمل خلق الاسلام .. المسلم في بلادنا ام غير المسلم في بلادهم ... لقد أساؤوا كثيرا الى الدين .. الى المجتمع ..الى العادات .. الى الحياة .. و مازالوا يتكاثرون ...و يتلوّنون ... كم هم جبناء و تعيسون ... مهما حاولوا  بالفرح الزّائف يتظاهرون ..!

الجبناااااء المتناقضووون ...