Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
ليلة ليست كغيرها من الليالي
Wejden Chetouen - وجدان شتوان
أكره صوت جرس الباب، صوت رنين الهاتف، و الصوت الذي ينادي اسمي، أي صوت ينادي اسمي.. أكرهه ! حيث أنه بدايةٌ محتومه لمقابلة احدٍ ما أو الحديث معه، للتفكير، للاجابه عن الأسئلة، لاصطناع ابتسامة لا اشعر بها أنا التي لم تعد تشعر بأي شيء ولا ترغب بالشعور بأي شيءٍ اطلاقاً، أود أن يتركني العالم وشأني كما كان حينما كنت أسعى للغوص به والتأقلم معه، لماذا يحاول الحلول بيني وبيني الآن حينما أذعنت أخيراً لرغبتي الملحه التي تدفعني للاختباء عنه منذ .. منذ.. لا اذكر منذ متى..
لكنني أذكر أنني كنت أقاومها كثيراً وقد أرهقني ذلك، لماذا توقف العالم عن تجاهلي الآن وأنا سعيد جداً بي و بما وصلت اليه اليوم ؟! لماذا يريد أن يمسك بيدي من بعد أن أعتدت أن لا أخرجها أبداً من جيب معطفي؛ لماذا هو مبتئسٌ لحالتي إلى هذا الحد ؟! أنا على أتمِ ما يُرام الآن ولا أشعر بأن علي مواجهة ما لايمكنني مواجهته، لماذا يشغلهم ذلك كثيراً؟
يقول البعض أن اقتناء الكتب غرس بي أواصر العزلة أكثر ! اما المقربون مني، فأحياناً يأتون و يصمتون معي.. الذي لا أفهمه و لن أفهمه ابدًا، لماذا أصبحت ذو أهمية عند الكثيرين فجأه؟!
قلبي يمنحك الفُرصة الأخيرة، وبكلِّ مرةٍ يقول الأخيرة .. وهذهِ الأخيرة لا تأتي؛ انظر لي لا زلت أكتب لك .. لا زلت أسطّر هذا السطر لأشكوك لك؛ ولأخبرك أن هذا القلب الضعيف لا يُشبهني.
ربما تكون هذهِ رسالتي الأخيرة؛ بعدما نفثتُ كل الكلام من صدري .. لكنني أخشى أن أجيء لك برسالةٍ مليئة بالدموع؛ تُشبه قلبي .. لذا لا تنتظر عودتي لأني لن أعود ؟
والأن يبدو لى أننى كُنت أنتمى الى عالم مُختلف، عما هو الأن. ويبدو لى أننا أصبحنا لا نتكلم نفس اللغة ! أشعُر أننى اصبحت غريبة ، أتنقل بينهم هُنا وهُناك ولا أجد أى من كلماتهم أو أهتماماتهم يثير شغفى. أصبحتُ صامتة لأن لا أحد منهم يستطيع فهم حديثى. أنه لأمر رهيب أن تلتزم الصمت بينما لديك الكثير لتقوله.
هل خُلقت لحياة العُزلة أو لحياة لا أستطيع فيها التحدث مع أحد؟ عدم المقدرة على تبادل أفكارى مع الأخرين ، أسوء وأفظع أنواع العزلة لى على الإطلاق
هذهِ رسالةٌ إليْك يا الله .
لنْ يحمِلها سُعاة البريد. و لن يُوصلها إليكَ الرسل المنتشرون بينَ السماءِ و الأرضْ. هذه رسالةٌ إليكَ مُباشرةً. بلا وُسطاء.
يا الله ؛
لمْ تكُن المرّة الأولَى التِي أشعر بك قريبًا إلى حدّ أنْ تُحيط بِي. و أنْ أكون في عينِك. و ما استغربتُ أنْ تفتحَ الأبوابَ لصلواتِي التي ما فتِئتُ أرفعُها إليْك منذ أنْ تشعّبتْ بي الطرُق. و غدا اختيارُ أحدِها موتًا لا مهربَ مِنه. كلّما حذَفتَ من أمامِي خيارًا و قلّصتَ مِساحاتِ الحيرة المُترامية ؛ آمنتُ بِأنّ دربي الذي أسِير فيه صحيح. لأنّ ما منْ أحد غيركَ يستطيع أنْ يتدخّل في اللحظاتِ الأخيرة ليحُول بينِي و بينَ مَلكِ الموتْ.
كنتُ أعرِفُ يا الله أنّك لن تترُكنِي. و أنّك ستكون معي كما تفعلُ دائمًا. لكِنْ أن تقِف بعتبة بابِي و تغمُر روحِي بالماءِ دون سابِق إلهام. فهذا ما لمْ أُخطّط له. و لمْ تكُنْ سَجَداتِي المكرّسة للدُعاءِ تطلُبه ، أو تطمحُ إليْه ..
أنا هُنا يا الله. مُجرّدة من كلّ شيء إلّا من مطرٍ ينهمِر من سمائِك. و من شُكرٍ لا يلِيقُ إلا بك. و لا أفِيكَ رغم كلّ ذلك.
شُكرًا لكَ يا الله. لأنّي في كل مرّة أُحاول الصعود إليْك ؛ تنزِل إليّ. و تهمِسُ في أُذني : "لستِ وحدكِ " ..
و ما كُنت يومًا وحدي يا الله و أنتَ معِي .
وجدان شتوان
Website Design Brisbane
Tags: