امرأة بين رجلين

entre-deux-hommesسنيا قرّام الجديدي - Sonia Garram Jedidi


في الغد جاءت صباح مرّة اخرى إلى المستشفى مع أمّي، لا زلت اذكر امي ونظراتها الفارغة، كانت كطائر صغير قصّوا ريشه وجناحيه، لأوّل مرّة لاحظت وقع السنوات على وجها، ظهرت سنواتها الخمسون في التجاعيد تحت عينيها وحول فمها، كل ما فيها ارتعش يومها وهي تنظر إليّ، لم تكن امّي اللتي عرفتها، بل شيئا محطّما يجمع أشلاءه ليتكلّم: معز انا سعيدة انّك بخير، صباح قالت انك ستخرج من المستشفى غدا لتعود للمنزل.

-    امّي أين أبي ومراد هل هما بخير؟

-    صباح قالت ايضا انّهما سيعودان غدا للمنزل.

ثارت في داخلي كل مشاعر الحقد الدفينة وصرخت في وجهها: وما دخل صباح في كل هذا؟ هل أصبحت فجأة وزيرة الداخليّة؟ لا أريدها ولا أريد مزاياها فيكفي ماحلّ بنا بسببها، اخرجي من غرفتي، اغربي عن حياتي، لا اريدك بعد اليوم.

لم تجبني صباح تركتني أصرخ وأصرخ وأشتم حتى انهرت فوق فراشي كطفل صغير فقد كل لعبه، عندها نظرت إلى امّي وقالت: » - مادام بلقاضي، تعرفين إتّفاقنا وكل ما وقعت عليه، الأوراق في الوزارة وسي نورالدين ينتظرك في مكتبه على الساعة الثالثة، لا تتأخري، فهو يكره الإنتظار. «  وأعقبت كلامها بغمزة ذات معنى إلى امّي.

أصبت بالغباء لم أفهم شيئا، أقفلت أمّي باب الغرفة وارتميت على صدرها، ارتعشت امّي وبكيت، لم تدمع عيني أمّي، شيئ ما فيها كان تائها، متحجّرا، منكسرا، حتى صوتها فقد رقّته. أخرجت محاضر من حقيبتها لم تقل لي شيئا ناولتني إيّاها وطلبت منّي ان أقرأها.

كانت محاضر بحث تعترف فيها امّي بالتحريض على المظاهرات، وبتكوين تنظيم سري الهدف منه قلب نظام الحكم، اعترفت امّي أيضا بان أبي وأخي ساعداها في التخابر مع بلد أجنبي شقيق لشراء أسلحة لاستعمالها ضد السلطة القائمة. كل جريمة لوحدها كانت تهمتها الإعدام على الأقل، لقد باعتنا أمّي للبوليس السياسي وباعت نفسها. قرأت كل حرف في المحاضر ولم أستطع ان أسأل امّي لماذا؟ نظراتها الفارغة، يديها المرتعشتين، اصفرار ملامحها، كل شيئ فيها كان يتوسل إلي في صمت أن لا أسألها لماذا. ومع هذا سألتها.

في البداية صمتت، لم تجب شيئا، ثم نظرت إليّ وقالت بصوت لا يشبهها: سي نورالدين وعدني  بان يحفظ هذه الملفات في الأرشيف شرط أن نكف عن كل عمل سيساسي ونقابي. عليك ان تنجح وتنال الأستاذيّة وستقوم الدولة بارسالك لفرنسا لاكمال المرحلة الثالثة. ابق هناك إن أردت، مراد أخوك سيلتحق بك ما إن يتم الأستاذية أيضا، انا وأبوك لا تهتم لشأننا وعلى أي حال لقد كبرنا على السياسة. ليست امي من تكلمت بل ظلها الباهت، دمية ورقية يحرك المجهول خيوطها، أين عنفوانها وصلابتها؟ اين نظرتها المتحديّة؟

عجزت عن طرح كل هذه الأسئلة، كنت أحس بشيئ فظيع أخشى مواجهته، لابد وانّ امّي قد تعرضت للتعذيب، لتعترف بكل هذا، بحثت عن آثار خفيّة، لم اجد شيئا ظاهرا على وجهها، لم اتبين جسدها خلف معطفها الطويل، بدات لي أنحف من المعتاد وفي وجهها شحوب واصفرار.

-    ومن هو سي نورالدين؟

-    سي نورالدين بن إبراهيم مدير عام إدارة الشؤون السياسية بوزارة الداخلية وصديق صباح ايضا.

-    صديق او عشيق صباح ما الفرق في آخر الأمر؟

-    معز، عليك بان توقع هذه المحاضر أيضا، لا أستطيع اجبارك ولكن فقط فكر قبل أن تتخذ أي قرار، لن أجبرك على شيئ.

تركتني مع كل نقاط الإستفهام وخرجت، لم تقل شيئا، وقالت كل شيئ، كنت أعلم في أعماقي أنني قد فقدت أمّي إلى الأبد  وربّما أبي أيضا، وعرفت في داخلي ما تعرضت له، وحدها بقية العقل في هي من رفضت أن ترى كل الحقيقة. وإلى اليوم كلّما فكرت فيما تعرضت له، أختنق من البشاعة. وقعت الأوراق دون تفكير، زحفت اللامبالاة على وعيي وادراكي، فبعد خيانة صباح وضياع امّي، غربت الشمس عن عالمي.

خرجت من المستشفى، وعدت للجامعة، بجسد سليم وطقس نفسي ثلجي، أبي أيضا رجع إلى المنزل، كان ظلا باهتا لنفسه مثل امي، لم يعد يغني، امي توقفت عن قراءة الشعر، أصبح منزلنا مقفرا وبدأ الموت يتسرب لهما رويدا رويدا. في الأشهر الأولى لم يبارح البوليس السياسي منزلنا، عشنا تحت الرقابة، لا احد يزورنا ولا نزور أحدا، منزلنا تحوّل إلى زنزانة، وحّدنا الحزن، لا احد تحدّث عن السجن ولا عن اللذي عاشه، كلّنا كتم جراحه الغائرة في ركن ما وواصل الحياة كان شيئا لم يكن.

في فرنسا حملت معي قضبان الزنزانة الإنفراديّة، لازمتني رائحة العطونة والعفن وسرت في كل شراييني وبدات أكفر بكل ما حلمت به، أتممت دراستي وبدأت العمل في مكتب فرنسي كبير للمحاسبة، ونجحت، كنت قد مت وأصبحت جثة حيّة، بلا قلب ولا مشاعر، تحولت إلى آلة حاسبة لا تتوقف عن الجمع والضرب والطرح وسريعا ما ترقيت إلى مرتبة شريك.

في نفس الفترة في فرنسا تعرفت على عدد من رجالات الحزب الذين كانوا يسيرون اعمالهم من باريس وتعلمت إدارة الأموال والاستثمار وبعث المشاريع وضاعفت ثروات العديد منهم. سنة 1995 وفي أحضان التحول المبارك عدت من جديد إلى تونس.  كنت قد تحصلت على رخصة لافتتاح مكتب محاسبة تحت التسمية العالمية لمكتب المحاسبة اللذي كنت اشتغل فيه وماان وطأت قدماي ارض الوطن حتى ارتميت في احضان العائلة المالكة.

وقابلت صباح من جديد، كانت قد تزوجت من سي نورالدين بعد الإنقلاب الوردي في تونس، وبقدرة قادر أيضا أصبح سي نورالدين وزيرا مستشارا في القصر وارتمى هو أيضا في حضن النظام الجديد. فهمت عن مرارة ان تونس تحكمها مافيا خفيّة تغير قناعها من حين لآخر ولكّنها لا تغير أسلوبها. كل جلادي الماضي تحولوا إلى رجال اعمال و غرقت في الثراء. صباح التي قالت انها لم تشفى أبدا من ذنب ما حصل لوالدي بسببها أهدتني صفقات عمليات خوصصة الشركات الحكوميّة واوّل مليارفي البنك، بعدها ذكائي عبّد لي الطريق واصبحت العنوان الوحيد لأكبر رجال الأعمال في تونس. كنت مهندس الخوصصة والأنفتاح الإقتصادي. برعت في التهرب الجبائي، نظمت عمليات تسريح آلاف العمال، سمسرت في الأراضي الدولية، توسطت في صفقات مشبوهة، بيضت اموال التهريب، والقائمة تطول. أصبحت مهندس الشرعيّة، كل الأعمال المشبوهة تتحول على يدي إلى مشاريع محترمة مطابقة للقانون، عندما يتحوّل الإنسان إلى شيء بشع، كريه، مقزز هذا هو أنا بلا زيادة ولا نقصان.

-الفصل الرابع-

لازلت أذكر تلك الليلة التي قضيناها معا في الحمّامات، ليلتها قرّرت دون رجعة أن لا مستقبل لنا معا. هالني حجم جنونك ليلتها وخفت ممّا أثرته في داخلي من حنين وحب وشهوة ولكن شيئا أقوى منّي كان يجذبني إليك. كل شيئا فيك كان مخالفا لمبادئي، انا اللتي رفضت التعامل مع العائلة المالكة، انا اللتي ومنذ الثورة انخرطت لاصلاح ما أفسده النظام البائد اجد نفسي أحب رجلا لا قيم له.

الغريب انه ليلتها لم اتمالك مشاعري، حضنتك بكل يأسي وجنوني ودفنت راسي في صدرك. وددت لو استطعت مسح كل ماضيك بأنفاسي وقبلاتي، الغريب في الأمر انني احترمتك، لأنّك لم تتجمّل ولم تتوارى خلف الأقنعة الزائفة. اعجبني حزنك وكبريائك، فرغم كل خطاياك كنت رجلا بمبادئ. حتى وانت تثري وتسرق وتخادع كان لديك ضمير.

اعجبتني شهامتك أيضا،  كنت لك تلك الليلة روحا وجسدا ولكنك رفضت ان تمد يدك إلى جسدي، أنت ايضا رجل الكل او الاشيئ، اعرف الآن بعد ان تفارقنا اننا تناوبنا على لعبة الكل او الاشيئ حتى كانت الخسارة الكبرى.

أشرقت الشمس ونحن لم ننم، شيئ فينا تغير إلى الأبد بعد تلك الليلة، خرجت من الغرفة وتركتني على ظمئي، وكان علي أن اختار بين نفسي ونفسي، لأنك منذ تلك الليلة أصبحت كنفسي. كنت وجهي الاخر الذي عاش في الظل طيلة كل هذه السنوات. معك تذكرت كم جميل ان نحب الشعر، كم جميل ان نتجاوز حدود الزمان والمكان وكم هو مألم ان تحب الشخص الخطأ في التوقيت الغلط.

على الساعة السابعة رنّ هاتفي الجوّال، عماد يظهر في حياتي من جديد، كنت قد نسيت ان لي زوجا قد يسأل عنّي دون ان يسأل عن أي طقس هو طقسي اليوم.

-    مريم، اين انت؟ عدت إلى البيت ولم اجد أحدا.

ولأوّل مرّة كذبت على عماد، "حسنا لقد قضيت الليلة في المكتب، تصوّر لقد عاودتني حمّى الرسم". وهالتني سلاسة  الكذبة، لم احس بأي ذنب، كان من الطبيعي أن أكذب وأزيف وأخادع فأنا أحب.في الحقيقة ظننت دوما ان الحب عندما يصيب الإنسان يجمّله، يجعلك الحب دائما في صيغة أفعل، تكون الأجمل، الأحسن، الأشهى، الأقوى، وتكون أيضا الأضعف، الأغبى، الأشقى، الأحزن، هكذا هو الحب دائما، الشيئ ونقيضه، الجنّة والنار، الحياة والموت، التطرف في كل شيئ، ولكم أنا متطرفة في حبّك...التطرف في الحب يصنع من المعجزات أكبرها ومن الحماقات أخطرها. وبدأت حماقاتي الأولى مع كذبتي الأولى على عماد.

في الحقيقة فعل الكذب بالنسبة لي كان ضد قناعاتي. فعادة عندما اريد شيئا ما لا يهمني الثمن، فحسب المنطق العادي لأشيائي كان يجب عليّ أن أواجه عماد بالحقيقة، أبتدأ اجراءات الطلاق، ثم انظر ما انا فاعلة بحبّك. لكن ما فعلته كان ان أعجبني التناقض، أحببت اللون الرمادي فجأة، جميل أن تتأرجح بين عالمين، الخير والشر، الصدق والكذب، الفضيلة والرذيلة، وحسب مقياس المجتمع أصبحت امراة من الجانب الآخر للحياة، أصبحت امرأة بين رجلين.

لا ادري لماذا أيضا اردت الإحتفاظ بعماد، لم اكن أحبّه،  عماد كان يحب امتلاكي وبالتالي لم يكن يحبني أيضا، فلماذا اتمسك به؟

هالني أن أعترف لنفسي دون أي قناع انني منذ عشر سنوات أعيش مع رجل لا أحبّه، انا؟ انا اللتي كنت غارقة في الرومانسية، في كتب الشعر، انا اللتي كنت دائما الضلع الثالث في كل قصص الحب، أعيش مع رجل لا أحبّه. الأدهى أنني صباحها رحت أعدد كل ما يربطني بعماد وكنت أبحث عن أي شيئ يقطعني عنك.

في طريق العودة إلى تونس، قرّرت ان لا اراك بعد اليوم، أنت حلقتي الأضعف، وإن كنت أريد أن أحيا علي أن لا أحتك بحبّك. من الصعب يا حبيبي ان تقبل العيش جنبا إلى جنب مع ضعفك، ان تلازم تلك الشوكة الحادة التي تنخز جنبك كلّما تنفست، وكنت ذلك الجرح اللذي بدأ ينزف  ولازال ينزف.

معز، يا حبيبي، انت وجهي الآخر المشوّه، اللذي يكذب وينافق لكي لا يواجه الحقيقة. لقد حصرتني في المربع الضيق للذات، أن تعيش أو تموت ولكني اريد ان أعيش، أريد أن أحضنك بكل اليأس، أريد  ان أحسس إنّني امراة من لحم ودم لا امراة من ورق، بعد هذه الليلة سأراك، سنلتقي، سأقبلك وسأحبك بجنون.

عدت إلى المنزل، وجدت عماد بانتظاري، كان سيئ المزاج، ما إن رآني حتى بدأ بالصراخ:

-    هل جننت؟ اصبحت تقضين الليل خارج المنزل، تلقين ببناتي في الشارع؟ أين كنت؟

غالبتني الرغبة في الضحك، عماد يلعب دوره المعتاد، الطفل المدلل يخشى أن يفقد لعبته، لبست قناع الغضب المصطنع وعوض ان أصرخ كعادتي وحدت نفسي أجيبه ببرود:

-    اوّلا انا حرّة، أبات في المنزل او خارجه هذا شأني، ثانيا سارة وسرور ابنتي أيضا، وهما عند امي وليستا في الشارع، ثالثا إن واصلت الصراخ سأتركك لليلة اخرى وأقضي ليلتي في المكتب او في منزل والدي، أخيرا لن أطبخ شيئا اليوم ولن أطبخ.

كنت قد بدأت ثورتي الصغيرة، جن عماد أخذ يصرخ ويصرخ بجنون، تركته لنوبته وصفقت الباب خلفي. لأوّل مرّة انظر إلى غرفة نومي، غرفة جميلة ذات ذوق إيطالي فخم، ككل ما يشتريه عماد، فراشي موشح بالدنتيل وبالليالي الباردة والبيضاء مع عماد. نظرت إلى مرآتي، من هذه المرأة؟ لست أنا بالتأكيد، أعجبني جمالي، أصبح لعيناي بريق الخطيئة، لأن الحب عندهم وحدهم خطيئة، بالنسبة لي انا أحب، ولذلك انا مستعدة لكل شيئ. ما هذا تطرحني أسئلة غير بريئة، لماذا معز بالذات، لماذا الان، لماذا يلعب معي القدر؟ تركت نقاط الإستفهام جانبا، في مكانها الطبيعي على السرير، فتحت خزانة ملابسي، لابد وان اكون دائما الأجمل، وجدت فستانا احمر اللون لم أضعه منذ سنوات، من النوع المحتشم المثير، فمنذ زمن ما عدت اهتم بما أضعه، او بالأحرى ماعدت اهتم بإثارة الإهتمام، اليوم أريد ان أكون امرأته ومدينته وحبيبته، كنت الجميلة النائمة التي استفاقت على قبلة من القدر، على نفحة من الحب، على مشارف الجنون والشهوة، اكتشفت انني كنت فعلا في سبات عميق، في مسافة بين اللاحياة والاموت، غريب ما ّأثاره فيّ مجرد فستان مهمل في الخزانة،  فكل شيئ يرجعني إليك كانك حقيقتي الوحيدة.

لبست فستاني الأحمر اللذي لا يكشف مني شيئا ويوحي بكل شيئ، درئا لشبهة الحب وضعت شالا أسود فوق كتفي، رسمت خطا أسود فوق عيني ووضعت احمر شفاه أحمر، تركت شعري منسابا على كتفي وذهبت لمكتبي على موعد مع هاتفه. كانت الغيرة تتآكلني ما تراه يفعل الآن؟ هل سيقبل زوجته كما قبّلني، هل سيحضنها ايضا، هل يواصل ما لم يفعله معي؟
الغيرة قاتلة وقاطعة، تعشش في نقاط استفهامك، في أسئلتك، في صدرك، في أوقات فراغك، وإنني أغار عليه. تحول خيالي إلى بيته، كنت قد قلبت كل الأثاث وقتلت زوجته بيني وبين نفسي، قررت ان أهاتفه، فلتكن له جراة عدم إجابتي فأعرف انه معها، اخذت هاتفي الجوّال،  وطلبت رقمه، رن الهاتف رنّة واحدة وجائني شعاع الشمس: "سيدة العمر الجميل تهاتفني، أي صباح جميل هذا؟ اشتقتك حد الموت."

ملئني صوته برحيق من العسل سرى في عروقي، ارتفعت عن الأرض وتذكرت نزار قباني كأنه"يزرعني في إحدى الغيمات"، أجبته" في الحقيقة، هاتفتك من غيرتي"

جائتني ضحكته صافية رقراقة "يسعدني أن تغاري، فهذا يعني انني حبيبك ورجلك"

سألته عن مكر"وهل انا انثاك؟"

زادت ضحكته عمقا وجائني صوته مفعما "بل أنا لا اغار فقط عليك، انا لا أحتمل ان تكوني لحظة في مكان بدوني، متى أراك؟" يااااه كم جميل ان يغار عليك الرجل الذي تحبين، احسست انني أجمل وأهم امرأة على وجه الأرض، لطالما حلمت برجل يقول لي " انّني أحلى وأغلى امراة في الدنيا".

أجبته: أنت مدعو للغذاء في سيدي بوسعيد، على البحر، هناك مطعم جديد أريد أن نكون فيه معا والبحر ثالثناكالعادة.

حسنا إذن الساعة الواحدة أمام بائع البمبالوني.

ضحكت طويلا وقلت له: هل أذكرك بحبّك الأوّل إلى هذا الحد؟

لم يجبني في الحين، سكت لبرهة وأضاف:"بل أنت حبي الأوّل وكل الحب، مع أشواقي حتى أراك مدلّلتي."


يتبع..

رواية بقلم سنيا قرّام الجديدي

امرأة بين رجلين