Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
الى اوليك
Mohamed Salah Ben Awana - محمد صالح بن عوانة
أولئك مَن علَّمناهمِ الحُبَّ،
كافؤونا بزرعِ الكُرْهِ في غُرفِ نومنا..
من ابتسمنا لهم،
و أعطيناهم أماكننا على الموائد الفقيرةِ..
ضَحِكوا علينا بعد ذهابهم،
و وصفونا بالأغبياء .
من استقبلناهم في بيوتنا ،
و احتملنا لأجلهم كلامَ النَّمّامين،
و شاركناهم خوفهم من عدوٍ وصفوه لنا
كافؤونا بزرعِ الكُرْهِ في غُرفِ نومنا..
من ابتسمنا لهم،
و أعطيناهم أماكننا على الموائد الفقيرةِ..
ضَحِكوا علينا بعد ذهابهم،
و وصفونا بالأغبياء .
من استقبلناهم في بيوتنا ،
و احتملنا لأجلهم كلامَ النَّمّامين،
و شاركناهم خوفهم من عدوٍ وصفوه لنا
تركونا و حاولوا أن يسلبوا فرحتنا،
و دفءَ نار الحطب.
من تشرَّدنا لأجلهم،
و سُجنّا بسبب أحلامهم
ما أن قلنا لهم تعبْنا..
كانت الرّصاصةُ
و من الخلْفِ..
تُحاولُ قتْلَ ابتساماتنا.
من أسندنا لهم دورَ البطولةِ في حياتنا،
حاولوا أن يحذفوا أسماءنا من شارة الحياة،
بعدَ نجوميّةٍ زائفة.
من بكينا في وداعهم
و عانقتْ أيدينا هواء فُراقهم بألمٍ ،
لمْ يُرْسِلوا عناوينهم،
و لم يتذكَّرونا بسلامٍ عابرٍ .
من أعددْنا لهم الحلوى،
و أحضرنا لهم النبيذ في أعياد ميلادهم،
بدَّلوا أقنعتهم ،
و وضعوا السُمَّ في ماءِ أيّامنا .
من أهديناهم الورودَ
في مساءٍ عاشقٍ،
زرعوا الأشواك ،في طريق عبورنا.
من حميناهم من حرِّ الصّيفِ،
و برْدِ الشّتاء..
سحبوا الظّلَّ من فوقنا ،
و طردونا....
من جدرانِ حدائقهم.
من رقصنا في أعراسهم،
وبكينا في عزائهم..
انتظروا الفرحَ الوحيدَ لنا ،
ليحزنوا على موتاهم ،
و يصطادونا خطأً بِبنادقهم،
التي لا تعرفُ الفرقَ بين..
مساءٍ حزين، و آخرَ فَرِحْ.
من سهرْنا الليالي على راحتهم..
و مسحنا عَرَقَ حُمّاهم،
بمناديلَ نغسلها بدموعنا الدافئة،
ما إن أفاقوا ،
و لاحظوا غفوتنا..
تركونا حتى دون وسادةٍ تحت رؤوسنا،
و دون غطاءٍ،
يَقينا تَعَبَ السّهر.
من قرأنا لهم الشِّعْرَ،
لنُبعِدَهم عن ملل الأيام المتشابهة ..
خرجوا في الأمسياتِ يتغامزون،
وصفونا بالمجانين،
نُحدِّثُ أنفسنا بين جدران الغُرف.
من وقفنا في وجهِ العالمِ لأجلهم..
و صرخنا :
"مُستعدُّون للموت"
لم يتكلَّفوا الوقوفَ في جنازتنا.
من صَدَدْنا عنهم السِّهامَ ،
بصدورنا العارية..
و قُطِعَتْ أيادينا مِنْ حملِ راياتهم...
حين لاحت الغنائمُ...
داسوا على جُثَثِنا ،
و لمْ يَسقوا جرحانا ماءَ الخلاص .
من قاتلنا لهم، ولأجلهِمْ،
و قُتِلْنا في سبيلِهِمْ...
سجَّلَ التّاريخُ أسماءهم،
و لم يتذكّرْ أحدٌ أسماءنا،
و لا يومَ مقتلنا ،
و لا ميلادَنا.
محمد صالح بن عوانة
Website Design Brisbane