Sihem Hannachi - سهام الحناشي
كنت في مقهى إعتدت مذاق القهوة التي يعدها صاحبه و إعتدت طاولته المطلة على البحر و صوت أغانيه القديمة التي تعيدني إلى أيام كنت أجهل فيها هويتي و من أكون...فتحت دفتري و هممت بملئ آخر ثلاثين صفحة فيه... أكتب ما تبقى مني لهذه السنة...أودع ما سبق و أهم بإستقبال الجديد.
في نفس هذا اليوم من السنة الفارطة لم أكن هذه الفتاة أبدا...أوشكت على الإستسلام...أغلقت نوافذ المستقبل و طمست معالم الحاضر و قيدت نفسي بماض لم أستطع تجاوزه...كنت أنتظر نهاية اليوم لأكتب عنه...عن فشلي في المحاولة لجعله يوما يستحق التدوين...كنت أخط حروفا متعبة منهكة لعبارة ملت صفحات دفتري "اليوما أيضا لم أستطع أن أكون شخصا أفضل" ...سافرت بي الذكرى حيث كنت وحيدة أجر الخطى نحو المجهول...تخنقني ظلمة القاع...و يرعبني مشهد حافة الهوة حيث أقف...أهملت دراستي و صحتي...كنت سببا في حيرة أمي و قلقها...كنت كرجل آلي يعيد نفس الحركات لا لشئ غير أنه أعد للقيام بها...انعزلت عن العالم في زاوية غرفتي المظلم...و كتبت نفس العبارة "عجزت أن أكون شخصا أفضل" حتى صرت أكتبها تلقائيا لمدة سنة كاملة و استسلمت لحقيقة أنني لن أكون يوما أفضل مما أنا عليه...