رأته يغازل إحدى الفتيات و يداعبها فغضبت و دون شعور سألته ماالمميز فيها؟

فقال بعينين مليئتين رغبة :أنظري إليها، إنها تتمايل برشاقة

قالت بدهاء : ليس جسمها فقط ما يتمايل فيها

إبتسم و قال: صدقتِ

حين أكون بين الناس و أشعر بشعور في داخلي يجهل كل من حولي الشعور به أو فهمه و حتى عيوني تتهرب من نظرات المحيطين بي حتى لا ينفضح أمري و لا يظهر وجعي و ألمي و هواني و ضعفي...

حين أكبت مشاعري و أفعل كل ما أستطيع فعله و أكثر حتى لا أبكي و أصبح أكثر ما أتمناه هو التواجد في مكان ما لوحدي،  عندها أستشعر قربك مني بصفة خاصة و أشعر بأنك أقرب إليَّ من حبل الوريد فأطمئن و أشعر بالأنس و أنني لست لوحدي و أن كل من أحبهم لا يفهمون و لا يشعرون بما في أعماقي من أنين و من ألم ممزوج بأمل ، أشعر أنك تحبني و تغار عليَّ و لا تريدني أن ألتجأ لغيرك فأنا بك أغنى و أقوى و أجمل و أطهر و أروع، فأنا بك ياخالقي أكون و دونك لا أكون...

صدفة تقابلنا في شارع لاأعرفه و في وقت لا أذكره و للحظة نسينا ماضينا وتغافلنا عن واقعنا، عيوننا برقت حبا و شفاهنا  ابتسمت فرحا و يدينا تصافحت عشقاً...

كانت لحظة أعادتنا للماضٍ جميل جمعنا لتسكن واقعنا فتأثر على مستقبلنا و تكون تأشيرة عبور الحنين لقلبينا...

لحظة انتهت ما إن نطقت شفاهنا بكلمة مرحبا  كما لو أنها صعقة كهربائية أخرجتنا من غيبوبتنا و أعادتنا للحياة او صفعة على الوجه عاقبتنا وأعادت لوعينا...

عندها أشرت لفتاة بجانبك و قلت لي: إنها خطيبتي مهى ، مهى إنها ملاك 

أمامك وضعت يدي على صدري حتى أتحسس دقات قلبي و ما إن شعرت أناملي بصدى قلبي الحنون حتى أقسمت لك اني أخشى ما أخشاه ياعمري هو الفراق.

قلتها لك بعينين مليئتين دموعا و لسانا أثقله الكلام و بدم يغلي في عروقي كبركان، قلتها لك و لازلت أذكرها و أذكر صدقي حينها...

و لكن لم تحلو لك الحياة في قربي كما حلت لك حين طلبت بعدي، دون رحمة كما لو أنه تحدي، قلت اهجريني فما عاد لحبك في حياتي معنى...

قُلْتَهَا و سَمِعتُها و لكني لم أستوعبها جيداً فطلبت منك رجاءاً أن تعيد ما قلت، فأعدت صياغتها مرة أخرى و قلت لي: قلتُ لكِ غادري موطني و اسحبي جيشك من قلبي فما عاد يحق لكِ تجاوز حدود شراييني بعد اليوم فلا أنا و لا أنت لنا بعد الآن لقاء.

حين يصبح الحب في قلبي ذاك المرض الذي يؤذيني رويداً رويداً و لا رغبة لي في الشفاء منه،

حين يسكن حبك قلبي و تضعف أمامه روحي،

حين كل المشاعر تصبح بلا معنى و لا فائدة و لا قيمة لها مقارنة بحبي لك،

عندها فقط أصبح على يقين أني تجاوزت كل مراحل الحب المسموح بها و أدمنتك عشقاً...