Saida Jaafer - سيدة جعفر
و لا أزال أذكر ذلك اليوم الذي كنت فيه ملقاة علی الأرض طريحة الاسفلت و الأتربة ،في ركن ليس بمظلم بما فيه الكفاية حتی لا يراني أحد ! كنت تقريبا أمام الأنظار ،و المارة يجيئون و يذهبون أمامي و بجانبي و يكادون يدوسونني بأقدامهم ..ألا يكفي ما أنا فيه ؟
منسية ملقی بي في الشارع ،غارقة في دمائي ،دم أحمر ماجنتا قاتم..جسدي يكاد ينطق تأوها من شدة الألم ،ثقوب و خدوش بل و أخطر من الخدوش طعنات سكين و آثار خنق بالحبال علی مستوی رقبتي و الأسوأ إطلاقا ،صدري الأيسر مثقوب فارغ .. لو اطلعت عليه لرأيت الأرض الإسفلتية من تحتي و لوليت خوفا من هول المشهد ..