قمر كانت طفلة عادية , متربية تحب دارهم و تحب قرايتها صحيح ما كانتش من الأوائل و المتميزين أما كانت عادية في كل شي في تفكيرها في لبستها و في علاقاتها مع العباد . وفت العطلة الصيفية و تحضر في روحها بش ترجغ تقرى هي السنا باك و متحمسة برشا بش ترجع تقرى علي روحها و تاخذو و تفرح دارهم .

أول نهار في القراية رجعت و تلقى معاهم في قسمهم طفلة جديدة متنقبة كانت ردة فعل قمر عادية لا حبتها و لا كرهتها و لا كلمتها و لا حقرتها . أما مع الأيام بدت تتقرب منها و ولُو ديما يقعدو مع بعضهم و حبتها مع الوقت خاطر لقتها طفلة حنينة و متواضعة و ديما تعمل في الخير و تحترم زادا العباد المختلفين عليها

أستاذ في الثانوية يعترف لتلميذته بالحب و يقول لها : لو كنت في زمن غير هذا الزمن و لو تعرفتُ عليك سابقا لكانت توجد أسطورة أُخرة فأنت دائما في القسم تجلبين أنتباهي , بنظرتك كلامك و حتي أُسلوب كتابتك , طريقة جلوسك , كنت منفردة , متميزة لست كالآخرين ..

فتسأل حينها في حيرة : هل هو أستاذ مجنون أم عاقل في زمن المجانين !! . هل هو مجنون ليعترف لفتاة تصغره بعشرين سنة تدرس عنده , تأخذ منه دروس الفلسفة , دروس التأمل و التفكير و لكن في آخر حصة تأخذ منه درس في الحب !!! أم تراه عاقل في زمن المجانين بعقلانيته رأى في تلك الفتاة رزانة و حكمة لم يراها المجانين : فتاة في الثامنة عشر من عمرها تناقش تسأل تلاحظ و تفعل مالم يفعله كل التلاميذ , أهتم بها إلى أن سكنت عقله و ربما قلبه و تمنى لو كانت لهما أسطورة تجمعهم في غير هذا الزمن ..

 تمردي عليهم سيدتي , ثوري عليهم آنستي تمردي على كل رحل يحتقرك و ثوري على كل ذكر يقللُ من شأنك , لا تعلقي آمالك برجل فهو لن ينصفك أبدا , لا تجعلي الزواج هو كل حلمك فلن يكون حلما سعيدا بل سيكون كابوسا تعيسا ,

لا تكوني تلك الشرقية التقليدية المتخلفة كما أنني لا أدعوك لتكوني غربية و تنسي هويتك بل لتكن لكي شخصية متميزة و منفردة فلا تكوني شرقية متخلفة و لا تنسي هويتك و تبحر إلى الغرب فتصبحين مغتربة ..

لا تقف مكانك , لا تيأس من حلمك , لا تضيع و قتك , لا تحطم آمالك , و لا تفوت فرصك ..

إن حلمت في يوم ما بهدف و فعلت ما بوسعك لتصل إليه و لم تستطع لا تيأس فربما قد تجد حلمك في هدف آخر ..

إن أحببت شخصا و تركك دون أن يسأل عنك لا تحزن فربما قد تجد الحب الحقيقي في غيره ..

إن مرضت بمرض و حار الأطباء في إيجاد علاج لك لا تقنط من رحمة ربك فربما في مرضك حكمة إلاهية لك ..

في المحطة أنتظر القطار .... و أسأله دون تردد و بكل إصرار ...

_ إلى أين ستأخذني يا سيدي القطار !!

_فيجيبني و هو يستعد للرحيل : سأخذك إلى مكان بعيد , و ستعيش هناك سعيد ..

_فسأل في حيرة : ما أسم هذا المكان !