هو شاب في العشرين من عمره تعلو وجهه ابتسامة ساحرة ، عريض الصدر ، طويل القامة و كل تفاصيله تنم عن وسامة لا متناهية . يجلس بجانب سيارة مدرعة شاخصة ابصاره . و اذ برفيق له يناديه متسائلا : " ا سعيد شبيك يا خويا في شنية سارح ؟ "

-    شي يامراد اما توحشت لمة الدار يا خويا . توحشت الميمة و زيد الايامات هذوما  بابا يروح من فرنسا و اخوتي الكل يتلمو بحذاه . كان اني يا خويا عامين لا روحت لا في عيد لا في لمة.

-     على ربي يا صاحبي . هانا الكل كيفكيف و زيد تو ما نجموش لا نهزوا كونجي لا شي . اك تشوف في حالنا و حال البلاد . كان ما نوقفوش حني في وجوه هالكلاب . اهلنا و امالينا يبدو مهددين . على جال بلادنا كل شي يهون .

ما نجمتش اليوم نبقى مانكتبش ، حاولت أما يدي مشات وحدها للستيلو ، ما نجمتش نكابر و نخبي وجيعتي على بلادي ، بلادي اللي زرعت فيهم البسمة بلادي اللي بخيرها كبرتهم شوف ها الهوش اليوم باش كافوها.

كيفاش هانت عليهم تونس يبكوها كيفاش هانت عليهم النفوس اللي قتلوها و العايلات اللي بالوجيعة كووها ، كيفاش و كيفاش و كيفاش ، في بالهم باش يوصلو نهار و تونس يركعوها ، أما نساو اللي بلادي ربي العالي حاميها ، رجالها ونساها عمرهم ما يخلوها ، والضحكة اللي يحاولوا يسرقوها باش يبقوا في كل شبر منك يا غالية يسمعوها .

الوطن تفديه بروحك كلمات نشأ على وقعها طفل في سنه الثالث عشر . كانت أمه دوما ما تردد هاته الكلمات على مسمعه ، هي زوجة ضابط مستشهد في حرب ضروس ذهب ضحيتها أطفال و شيوخ و نساء كثيرين .

كان زوجها ضابط مقداما شجاعا ضحى بنفسه ليدحر قوات العدو . كان بطلا و هاهم الى اليوم يذكرونه و يذكرون بطولاته. يحكون أنه  أخذ حفنة من تراب استنشق ريحها و التفت الى رفاقه مبتسما أطلق بصوته الشهادتين و صاح : الوطن تفديه بروحك ، ثم تناثرت جثث العدو هنا و هناك . لقد تقدم نحو أولئك المعتدين المغتصبين للأرض و فجر نفسه بينهم . رفرفت روحه معانقة سماء وطنه بينما عاد رفاقه الى زوجه الحامل يرددون آخر كلمات قائدهم : الوطن تفديه بروحك .

اليدين بردت ، الوجه أصفر شبيه يحرك في شفايفوا ما غير ما ينطق زعما كي هو حاب يتكلم شبيها الكلمة هربت عليه و غاصت فيه بعيد ؟ زيد شوف ، شبيه شنية يحب يقول ؟ ترا ثبت بالك تفهم شنية يتمتم ؟

تي شبيه وجهه ماشي و يصفار ، شوف عينيه وين يخزر الغادي ، شبيه مركز بعينيه بعيد ، المس ايديه مرة أخرى بالك دفاو؛ شي ؟ مازالوا باردين . شدهم دفيلوا ايديه ، حط ايديك على جبينو ، امسحلوا العرق اللي يقطر على خديه ، مش عرق ؟ مالا شنية ؟ دموع !! شبيه يبكي ؟

‫أني التونسية

‬ اني التبسيمة و الفرحة

أني القوة

أني المحبة و الضحكة البية