لست إنطوائية و لست من عشاق الوحدة و الإنزواء و لكن الصدمات المتتالية التي واجهها قلبي دون رحمة جعلته حذرا لأبعد حد، جعلته يفضل العزلة على الإقتراب من أشباه الأصدقاء،  جعلته يميل إلى ركنه المنعزل من غرفتي الصغيرة لأُتَرْجِمَ  بدوري نبضاته ذات الإيقاعات المتنوعة إلى كلمات، لأنثر أهاته على صفحاتي إيماناً منه بأن لا حل أفضل من محاولاتي المستمرة في ترجمة ما يسكنه من تناقضات لا تراها عين و لا تُدْرِكها عقول هي فقط تُبْصِرُها بعض القلوب...

لست إنطوائية أنا فقط أخاف أن أقتل ما تبقى من قلبي إرضاءًا لغيري،  و لا أرفض دخول أي شخص دائرتي الصغيرة و عالمي المجنون و الرقص على سيمفونية حياتي و قراءة أوراقي المتناثرة هنا و هناك ، أنا فقط أرفض السطو على قلبي بإسم الصداقة أو الحب،  ليس لأنه لا حب و لا صداقة في هذا الكون بل لأن إيماني بصدقهم يكاد يضمحل و منحي الثقة لصديق (ة) أو حبيب في هذا العالم المادي أمر يكاد يكون مستحيل

لست إنطوائية أنا فقط أخاف من أن يُدَمر هذا القلب و أخسر عالمي الذي صنعته لأجلي، لأكتب، لأبكي، لأرقص، لأضحك، لأصلي، لأتجهد، لأرسم، لألعن هذا العالم الخارجي المشمئز، و لأرتل وردي اليومي حتى يكون الشفاء الوحيد و المستمر لجراح سكنت هذا الذي يُسَمى قلب