كان هنالك فتاة طاهرة القلب و الروح تشارك أهل الأرض حياتهم ، تبتسم لمن يبتسم و تبكي مع الباكين لكنها كانت لا تفقه من تقلباتهم شيئا

كانت تعابير وجهها مبهمة كلما تجسدت أمامها أحد المواقف المشعبة بين الكذب ، الخيانة و النفاق.

كانت حريصة على عالمها الخاص ، رغم صغره و عدم ولوج أحد إليه إلا أنه شفاف و يشعرها بالاكتفاء و ذات يوم أُتِهمت بالغرور و الانطواء، بالجنون و الغباء ، فكيف تختار الوحدة في عالم كٓثُر فيه اللقاء و التواصل حقيقة و افتراضيا؟ كيف؟

ثم بدأ البعض يتسلل لعالمها الخاص ببهجة و سعادة كبيرتان، و كانت لا تشعر بأثار أقدامهم و هي تحطم بعض أركانه الجميلة و أيديهم تشوه التفاصيل و كلماتهم تقطر سما فيذبل عالمها شيئاً فشيئا و فجأة هاهي أمام واقع لا ترغب فيه ، في عالم مشوه لا مكان لها فيه، إنها تبكي الآن تتألم ، تحتضن وسادتها و تبكي

تصف نفسها بالغباء و الجهل ، لكنها على يقين تام أن هذا جزاء لثقتها المفرطة بمن حولها، لكن فلانة صديقتها و فلان حبيبها فكيف تكره عالمهم؟؟؟

لخبطة مشاعر سكنتها بين حيرة و وجع ، أمل و ألم تتخبط و دون أي سابق إنذار وجدت شخصا ما منها يقترب ، قبل رأسها ، مسحها دمعها و احتضنها حتى هدأت ثم قال لها: هات يدك في يدي و لنواجه هذا العالم الواسع بكل ما فيه معا.

وضعت يدها في يده فأحكم إمساكها فابتسمت له و قالت: يكفي أن لا تترك يدي حتى نخوض هذه الحرب معا.