طقوس الفراق
Ikram Chebbi - إكرام الشابي
الهاتف يرن للمرة الثامنة على التوالي ،لا يرد ،ليس من عادته أن يهمل الهاتف أوأن يتركه صامتا يا الله!هل حصل له مكروه؟أعوذ بالله ،تركته نائما في الصباح،لا يعمل اليوم أجازته الأسبوعية ،طلب مني صباحا أن أصطحب الأطفال إلى ماما لينام في هدوء بلا ضجيج الصغار وفعلت،أخبرني أنه لن يغادرالمنزل ،مالذي حصل؟
يا ربي ،نسيت أن أدير مفتاح الغاز!لا لا فعلت !قلبي مقبوض لا أعلم لما ! سأترك الأولاد أتفقده أولا، أكاد أجن !غادرت العمل مبكرا سمح لي المدير، وددت العودة لنتنزه أو أطبخ شيئا لذيذا مما يحب ،لايهم ، الأهم أن يكون بخير ! هيّا ابتعدوا عن الطريق افسحوا المجال، أسرعي أيتها السيارة اللعينة!
وصلت ،الباب مقفول ، لن انتظر أكثر ،ربما أغمي عليه ،أين مفتاحي ؛ضاع بين أشيائي في الحقيبة،هاهو ،البيت ساكن ،استر يا رب !
أخطأت،دخلت منزلا آخر غير بيتي ،لاهو ،مفتاحه وارضيته و قاعة جلوسه !حذاء من هذا؟ أنا لاأنتعل الكعب العالي!!!طاولة الافطار عامرة ،لم أطبخ و هو لا يفعل!هسسس ،أسمع همسا في غرفة نومي ،الحمدلله هو بخير ،لكن ماذا يحدث!أي خير!!!
هو وهي على سريري،بين وسائدي و لحافي و عطري و رائحتي،هو و هي بلا ضجة الأطفال،جسدان منصهران ،هو هناك أين كنت بين يديه أول مرّة بفستاني الأبيض وهمس في أذني أحبك يا مثيرة يهمس في أذنها أحبك يا مثيرة !
هنا جلس أمامي على ركبتيه يخبرني أنني كنزه وهنا يقول لها أنت درّتي، وفيّ هو للمكان و الغرفة و السرير و حتى الكلمات ،وفيّ هو للمواقف و الحركات!أبت دمعتي النزول ،أوربما كبريائي منعها، لم ينتبه لوجودي ،حقا مثيرة هي،بجسدها العاري بين يديه،بتضاريس جسدها الممتلئ، بنهديها على صدره و أناملهما المتعانقة ،مثيرة هي في مكان غير مكانها ،مثيرة هي بضحكة عالية لا أجيدها بعد العمل والطريق والطبيخ و الغسيل ودراسة الأولاد وطلباته و ثيابه وحمامه! مثيرة هي و مستهلكة أنا حد الملل!!!
رفع رأسه التقت أعيننا،تسمّر في مكانه، لم ينبس بحرف ،لم أطل النظر غادرت الغرفة ،لا تخافوا لم أجر وأبك و أندب ،عدت إليهما بالحذاء ،أمسكه بأطراف الأصابع ،مددته إليها باشمئزاز،رسمت ابتسامة طفيفة بصعوبة وقلت "تفضلي يا حلوة ،كم أجرتك؟" أخرجت نقودا من الحقيبة العالقة بيدي "دمت بصحة،حبيبي آمل أنك لم تنس الواقي الذكري ،تعلم جيدا أنهن خطيرات ،عفوا سيدتي صحته تعنيني.استعد سنخرج الليلة ريثما أعود بالأولاد"
غادرت ولم أعد،تركته وهي والبيت و الموقف السخيف ،فقط غيرت طقوس الفراق علني أبقى مثيرة.
إكرام الشابي
Website Design Brisbane