سامحني بلاصتي مش هوني
Raouaa Khouildi - روعة الخويلدي
" سامحني بلاصتي مش هوني " قُلتها الصّباح وخرجتْ
قلت نعمّل على روحي، نعيش لروحي ونتعلّم نددّش بش نذوق فلوسي، وكي كلّ الشّباب وككلّ بداية أوّل حاجة تخمم فيها هي " سنتر دابال "
والواقع طلع حاجة أخرى، والوجوه إلي شفتها تجي على الصّباح بش تخدم كي الرّوبوواتْ حاجة أخرى خالصْ قال الرّاجلْ
بعد ما قمت الصّباح متفائلة، وأنا إلي معروفة في دارنا مانحبّش الكلام برشة على الصباح ومانحبش المشاكل على الصباح والحاجات الزايدة، نلقى روحي قدام أوغديناتوغْ وكاسكْ في وذنيّا وأنا نعاودْ في نفس الكلام وراء بعضُو ( أو بالأحرى نعاود في نفس الكذبة ونقلّق في الفرنصيصْ ) بش في اللخر يعلّق عليك إلي تكلم فيه، ويمكن التعليق أحسن برشة من إنك إطيح بعبد يقشتلك ( معذور وعندو ألف حقّ )
الثمانية ونصف، بعد نصف ساعة بالضبّط برشة أسألة وشكارة كلامْ جاو على بالي :
- هذي ماكش إنتي، فيبالك ؟
- فاش قاعدة تعمل توا عندك ثلاثة أيّام ؟
- ياخي مقتنعة بهالحاجة ؟ إنتي إلّي تعلّمت في التيياترو إنّو العبد على خشبة المسرح لازم يكون واعي بروحو اش قاعد يعملْ، فما بالك في الدنيا ! فاش قاعدة تعمل ؟ واعية بهالشئ ؟
- ڨراجمك يوجعوا، والبارح شربت زوز حرابش متاع راسْ .. صحتك خممت فيها ؟
- ياخي بوك قاتلك بالشرّ ؟
- فيبالك إلّي أنجنيُور النّظافة أشرف منك في هاللحظة ؟ علاش تخدم في حاجة تكذب فيها على روحك وعلى الناس ؟
- لا هذي ماكش إنتي، تي شوف حتّى من إسمك هوني " كاستال " وساعاتْ " صوفي " ومرّة " ساره "
" سامحني بلاصتي مش هوني " قلتها وعينيّا مزغللّة بالدموع مش على خاترني محتاجة للفلوس، لا عندي كراء ولا قضية ولا شئ
أما الحمد اللّه كي العبد عرف روحو عندو ضميرْ، عندو بدنْ عندو مخّ عندو قلبْ ..
خرجت هازّة حمل الدنيا الكلّ على ضهري وأنا نسأل في روحي : البنات والأولاد إلي خليتهم غادي كيفاش متأقلمين ؟
كيفاش إنسانْ يرضى روحو يخدم كي الدمية مالثمانية للستّة ونصف متاع العشيّة، توفى البيلات لازم يزيد يعمّر روحو ويكمل يخدم
لا تخديم مخّ، لا صراحة، لا صحّة بدن، لا حتى حاجة تبيّن إلي هو عبد وخليفة على ولدين أمّ هالأرضْ
خرجت نخمّم في كلّ واحد والظروف الي جابتّو وحططتو غادي بش يبهامْ، بش يخدموا بيه ويخليوه يبيع في الكلامْ وربّي يخلف على صوتو وطاسة مخّو
خرجت نخمم في حلمة كلّ واحد فيهم مازالت حيّة وإلاّ إدّفنت مع هالخدمة في هالبلاد إلي ساعات نشكّ في انها تحبّنا ؟ مادام تسمع الي فما شكون عندو عام وعامين واربعة
خرجت نخمم الي هالعباد يحبّوا رواحهم ؟
أنا إلّي نمّن باللّي في هالدّنيا العبد لازم يبدع في أبسط الأشياءْ، زدت اليوم تأكّدت منها هالحاجة
ماأخيبها كي ماتخدّمش مخّك
وتعيش كيفك كيف الهوايشْ، باللّي تكونش تخلص ملياراتْ
ماأخيبها كي ماتعرفش قيمة مخّك وترضى بالتّفاهة
ماأخيبها كي تلقى روحك في بلادْ لا تعلمت فيها كيفاش تحبّ المحبة الصحيحة، ولا تتبسّم في وجه عبد ماتعرفوش، ومع هذا ؟ ترضى بالعبوديّة والكذبْ على روحكْ، ويبرمجوك على قاعدة
حطوها " اخدم وخوذ فلوس أكهو، ومايهمكش "
" سامحني بلاصتي مش هوني "
نحبّ نحسب،ْ نحبّ نخدّم مخّي، نحبّ نحكي، نحبّ نضحك ونقعد نسمع فيروز عالصّباح. نحبّ نجيب أفكارْ، نحبّ نخلق حاجات جديدة. تعرف نحبّ نطيّب للناس في غيستوغونْ والناس تاكل وتفرح
نحبّ نقدّر روعة، نحبّ نعيشْ بالتّعب أما نبدى موجودة
" سامحني بلاصتي مش هوني "
روعة الخويلدي
Website Design Brisbane