إنما يخادعون أنفسهم #1
Soufien Ben Mohamed Hedi - سفيان بن محمد هادي
اللعنة عليه!، اللعنة عليه في الصباح و المساء و عند الظهيرة. اللعنة بكل حرف كتب و بكل حرف حذف و كل حرف سيكتب. أهان آلهتنا و أهان قديسنا و أهان بطوننا.
الناس عنا معرضون و عن ديرنا منفكون و لمجالسنا منفضون. الآلهة مستاءة و الناس عن دينهم يرتدون و نحن جائعون، جد إبن القحباء و أحضروه، ليجلد و يمحى إسمه و تفرح السماء و تمتلأ البطون. سمعت أنه يسب آلهتنا و يخبر الناس عن مآربنا و نحن له منصتون.
اللعنة عما أنتم له سامعون و لا حراك ، رفات أموات ، ألم نسقي بطونكم خمرا ، و سقينا عقولكم علما و جيوبكم مالا. و اليوم تردون الجميل نكثا، و دينكم عرضا ، فتبا لما كتب ، أين إبن الخرساء ، أحضروه و أقطعوا لسانه و ليخرس و لتهدأ آلهتنا ، بعد أن قض لها نوم و جفت لها عين.
يقول إلاهننا عاطل، و عن الحراك ساكن. لها عين لا ترى و أذن لا تسمع و لا هكذا مما لدينا. يخبر الناس أنها لا تمارس الجنس، و لا تشرب من ماء الحياة، تكتفي بمشاهدتنا نحن نتعذب و نرقص فوق الجمر. يستمتع بأناس تنجب و آخر يدفن و لا يحرك ساكن.
سمعت بأنه تساءل لما نحن هنا، و عما إذا كان هناك جنة و نار. تساءل لما بطوننا بالونة و رؤوسنا كبيرة و لنا زوجات عدة و عدد لا يحصى من الأطفال، اللعنة عليه!. سمعت أنه يقول بأننا نملك القصور و الحلي و جنات عيون.
(بعد برهة دخل رجل أغبر نحيل البنية بلحية طويلة بدت عليه ملامح الرهبة).
سيدي الكريم ، إني رجل من أرض النعيم ، سمعت بكرم آلهتكم فقادني نحوكم قدر مبين ، عسي أنهل منكم دريهمات تسقي ظمأ عطشي، و تملأ بطني لأشكركم على جودكم و أدلكم عن من يشتمكم. (هنا تفطن كبير الكهنة إلى مراد الرجل فقال): أعطوه ما سأل و لا تبخل عنا بما تعلم.(قالها بلهفة حتى أنه خيل له أنه ممسك بالزنديق الذي سب آلهتهم.)
رأيت في البراري ، رجل لا يستحي القول ، يجمع الناس و ينشد، و مما سمعته ، أنقله:
" يا قوم أعزكم بعقلكم
لا نار و لا جنان أعدت
لا عذاب يقام و لا جنة لتنام
لا مال يصل لإلاهكم و لا رحمة تصلكم
بطونهم ملئت من الخيرات و جيوبكم نهبت"
-قف يا غلام ألا لا بارك في ما نقلت و سمعت. ألا لا بارك من قال و سمع.
يتبع
سفيان بن محمد هادي
Website Design Brisbane