أتذكرين صديقتي ذاك اليوم الذي طرقت فيه بابك  و الدموع في عيوني و جسمي يرتعش و ما إن رأيتك أمامي حتى إرتميت بين ذراعيكِ و حضنتكِ بكل قوتي؟؟؟

أتذكرين كيف كنت أبكي كطفلة لا أهل و لا أحباب لها سواك؟

كم أراحتني لمسات يدك المتتالية على رأسي و إعتصاري بين ذراعيكِ مثل أمي!!!

لم و لن أنسى ذاك الحضن ياصديقتي و ذاك الحوار الذي تحاورناه و نحن متلاصقتان كمهاجرتين على حدود بلاد مجهول!

_حبيبتي ماذا يبكيك؟

إهدئي أنت الآن معي و أخبريني مالذي أوصلك لهذا الحد من الحزن و أسال من عينيك الدموع

_لا شيء يا صديقتي لا شيء!

لكن لي رجاء منك!

_أنت ياحبيبتي تأمرين لا تتوسلين

_لا تتركيني يا صديقتي و لا تتخلي عني  و لا تسمحي لأي شخص في الوجود أن يفرقنا و يحطم ما بيننا من حب و صدق، غير الموت لا تسمحي لأي شيء بأن يفرقنا...  

قهقهتي يومها، أذكر ذلك جيداً، ثم مسحتي بيدك على رأسي و قلتِ لي :

_أعدك!

يا غبية أنت روحي...

فهل يمكنني العيش دونك يوماً؟؟

فأين أنتِ الآن صديقتي و أين روحكِ؟

لم أجد منك سوى جرح عميق في قلبي كعمق المحيط، قاسٍ كجبل، كبير كالسماء