أنا أيضاً بشر، لي قلب ينبض في داخلي يمكنه الشعور بالألم و الفرح

أنا دائما أمّ و زوجة و أخت و ابنة و صاحبة عمل ناضجة لها من التجارب ما يكفي لمجابهة تقلبات الحياة و لكن في خضم هذا الصراع القوي من المشاعر و الوظائف المتعددة أحتاج أن أكون أحياناً مجرد فتاة صغيرة مدللة ، تغضب لأتفه الأسباب، تدلل بكل طرقها المشروعة و اللامشروعة، تريد أن تغمر السعادة قلبها حين تجد أحدهم قد فكر فيما تحب و قام به، جعلها ليوم واحد أميرته التي لا يرضى أن يدخل طيف الألم قلبها و أن لا تستوطن الدموع عينيها

فقط ليوم واحد تكون هي الأولى في حياة شخص ما، هي فقط ما يشغل تفكيره، هي فقط يومه من بدايته لنهايته

يصنع لها ذكريات سعيدة لا تنسى ، يعتز و يفتخر بها يعاملها كأهم انتصاراته و لا يرضى لها وجعا و لا خيبة و لا دمعا

أنا اليوم أردت أن أكون مثلها و لكنني كنت ضياع و سراب، كنت لا شيء

غزى الوجع داخلي و اغرورقت عينايا دمعا حارقا زاد من اشتعال نيران قلبي

و ها أنا وحيدة بين أنا الأم و أنا الزوجة ، أنا الأخت و أنا الابنة، أنا المرأة العاملة و الفتاة المدللة

و في النهاية أنا لست أنا

ها أنا أراني  و لا أجدني، أظن أن روحي ترفض هذا الجسد فقد ملّت من تعبه و عمله المتواصل، تريد الراحة و أظن أن لا راحة لها في داخلي و أظنني الآن صاحبة جوف فارغ بلا روح ،وُجد فقط ليرضي هذا و ذاك و يدفن بين طيات الزمن نفسه.

سهام هادي