اترانا تلاقينا بالعمر العتيق،اتراني اصطدمت بك فأوقعت كل كتب الذاكرة، مددت لي يدك وجمعناها سوية لكي نتذكر! لكننا فجأة وجدنا أنفسنا لا نتذكر ! 

لماذا نتذكر و لما لا نتذكر ؟ لن نتذكر لان ماعبر ابواب الزمان لا توقضه لا صدف اللازمان و اللامكان، لا توقضه لا بداية و لا نهاية،حتى رغبتنا في التذكر هي نفسها لا تتذكر،يحتمل ان توقضه بعالم غير هذا العالم و وقت غير هذا الوقت صدفنا حين تتوازى و لا تتقاطع،عينانا حين تهرب من اللقاء،نفسنا حين يتمرد على بنود اللقاء،خصلات شعرك الاحمر عندما تغريني في كل لقاء بالبقاء!

نسمة الصباح ما ابردها و ماحلاها،مفوحها و مااسماها، نسمع  من شباك البيت في صوت حثلة، 

نسمع في صوت اقدام في الشارع،تترنح،تزرب،ترجع تترنح و ماعاد تزرب،وقفت الاقدام على رصيف الأوهام وسكتت و سكت صوت الليل معاها  ،مانعرف شكون و منحبش نعرف ،

اصلا اخر همي في الكون الماشي و الجاي ،نعاود نشم نسمة الفجر و وشوشة الليل كي يدرجح بالهايمين و نذوب فيك ياللي سكنت في ،سكنت و ماعرفت نخرجك بايدي،

ما بيني و بين الدهر خطوة،خطوة ارتفع فيها و انجو او خطوة انخفض اليها و اهزم ،خطوة أرتفع فيها عن مخاوفي او خطوة أعانقها فيها الى الأبد. قولوا للدهر صحيح أني فان ،صحيح أني ماض،صحيح أني اركب سكة العدم،صحيح أني أنهش كل لحظة بصيحات الندم ،

و لكن دمائي ليست كدمائكم ! دمائي تتجدد كل يوم على إيقاع الألم ،تتدفق في عروقي بنهم،خلايا جسمي وكر للتمرد و العمل ،فمنذ تذوقت طعم القمم صارت كل يوم على نفس الساعة تتسلح بالأمل،أمل أني عشت و أعيش أيامي حرا و لم أكن مثلكم كٱلصنم! فيا جبروت الدهر إعدل بين مصير الأحرار و مصير من تقودهم مخاوفهم نحو العدم! و أخبر اللاحقين أن الإنسان ميت لا محالة فلما الخوف من العدم !

لطالما حلمت أن أكون شابة متمردة في قبيلة ظالمة ،أعشق إبن عمي المتشبث بقواعد القبيلة حتى الكفن،أقنعه بٱلهرب و كسر حواجز العرف و المضي نحو درب الأحلام بلا ندم،أحبه حتى أخر خلية في و بدأ بأول خلية فيه،احبه كبر تعصبه الذي رضعه مع الحليب،عمق إنغلاقه المريض،أقنعه،احاول و احاول ،أعده أني سأكون جيشه و هيامه المديد،يخفض رأسه دون ان يقول شيئا و لكن قلبي الذي لا يخطأ صوته سمعه يقول :"وهل للأحلام وجود؟"

ألعن كلامي و صمته،ألعن روحي و حبه ،ألعن رضوخي و جبنه، إمراة مثلي لا تحتاج من يمن عليها بخريطة لمواطن الاحلام، أمثالي خلقن من ذهب الأحلام! أتسلق شراع الحلم بروح قبطان حرم من الابحار بسبب المرض البغيض لأعوام و أعوام،أجعل من شجاعتي قوت رحلتي ،من قوتي رمز محنتي،من ضعفي رمز شدتي،من صلابتي رمز هيبتي،وأكتب على موج البحار أن لا شي يستطيع أن يقف أمام طوفان قلب إمراة متوهج كٱلبركان.