وقفت متخفية  بين الناس لكني رأيتك تلمحني .. نظراتگ قتلتني .. كانت حادة تعبر عن الحب الشديد .. كانت تبوح بالاشتياق .. أدرت وجهي صوب الفرقة حتى أخفي ما سوف تبوح به ملامحي من عشق و لوم و عتاب .. عيناگ كانت تتبعني ..

ماذا سأفعل هربا منگ ، حاولت جاهدةً لكن لا فائدة .. ماذا تريدني أن أقول ، بماذا تريدني أن أبوح  و الكلمات في حضرتك تغيب .. ماذا دهاگ عندما وقفت على خشبة المسرح و اعترفت بحبگ لفتاة مجهولة رغم أنگ كنت تنظر اليّ .. ماذا دهاك عندما صرخت " أحبكِ " .. ماذا دهاك عندما ناديتني بإسمي .. أحببت جرأتگ في تلگ اللحظة بيد أن الوجع الذي سببته حملني الى مكان مَا .. متأسفة يا حبيبي

ستشعر بعمق المشاعر و تحب في يوم ما .. سيأتيگ الحب فجأة فهو يجيء عندما نكون لا نبحث عنه  .. سينزل عليگ كالصاعقة و سيمحو كل أفكارگ المتشائمة عنه .. ستشعر بإنقباض القلب لكنه إنقباض رائع  ، ستفرش لگ الدنيا بساطا من الورود الحمراء و تغني لگ و تهديگ نجمة من النجوم تفصح لها عن صدق مشاعرگ ..

ربما أنت تهرب منه و تخافه .. بيد أنك في الحقيقة تخاف الألم .. وجع الحب لذيذ له طعم خاص .. الحب حياة  ، فهل رأيت حياةً بلا معاناة ؟ المعاناة واجبة لتعلمنا أكثر و تصقلنا .. دع الحب يسقط في قلبگ دون محاولة منگ لتدافع عن نفسگ ..

لم أعد أشعر بنفسي .. أشعر بالفراغ التام و داخلي مضطرب جدًا .. أين محلي من كل هذه الضوضاء ، أين أقع أنا ! ربما ليس لدي مكان هنا و الأغلب أنني لا أنتمي الى هذه الدائرة المغلقة فما الذي أتى بي !

لعلّي أتيت بحثا عن روحٍ ضاعت مني  و إصلاحا لقلب تحطم يوما ما فأردت أن أجمع شظاياه .. لعلّي أتيت لأتذكر تلگ الملامح و أفك رموز النظرات التي رمقني بها أحدهم في ذاك اليوم  أو ربما لأسمع نغمة ضاعت بين ثنايا الذاكرة و أرقص عليها كما رقصت في صباح يومٍ مشمس..  مازلت تائهة في طريق لا أعرف نهايته  ، ربما سأغرق أو ربما سأنجو .. لا يهمني حقا

تاهت الكلام في نهر الأبدية ، فلا حروف تريد أن تُكتب و لا جمل تريد ان تتكوّن .. أحتاج ذاك الشخص يستمع الى كل ما أقول ، لا أريده أن ينصحني أو يملي عليّ ما أفعله ، أحتاجه الى أن ينصت اليّ فقط ، ربما تنهمر بعض الدمعات لكنها من شدة صدق اللحظة و صدق الكلمات  .. ثم أعود لنفسي و أقنعها أن لا أحد يستحق أن يعرف ما يدور ببالي غيري ، فتظهر روحي أمامي تخاطبني ، تسألني ، تنهرني ..  أحسبها في لحظة ما ، شخصًا آخر لا أعرفه ، أحاججها ، أبوح لها ، أضعف أمامها ، أبكي ثم أتذكر أني أكره أن أكون هكذا فأبتسم  و أتظاهر بالقوة .. القوة وقت الوهن قوةٌ ..  و بإنتهاء المحادثة ترجع الروح مكانها حتى تنام قليلا أما عني فلا أكف أنظر الى ذاك الحائط ، أنفث دخان سجائري و أفكر .. التفكير متعب جدا ..