يا نسياني
Yossra Ezzeddini - يسرى عز الديني
كأنني كنت من لاجئي سورية الحبيبة ، بعد علو شاهق ، أصبحت أتوسل الاعانات بعين دامعة ، تكابر على نفسها لكي لا تنزل أمطارا غزيرة من سحب عينيها .. كنت أتوسل ملامحك في وجوه المارة ، أتعمد قطع الشوارع الضيقة والمكتظة لعلي ارتطم برائحتك أو بخشونة يديك أو صوتك ، لم أتقبل حينها بعد فكرة التفكك منك .. كأنني كنت اتوسل ..المساعدة من الجميع ، بدئا من صديقاتي ، إلى ناس ماتوا واصبحوا ذكرى ..
أتذكر كم من الوقت ضللت ابحث من يد الى يد عن كتاب قيل أنه يشفي الذاكرة ، فكرت في قراأته لعلي أشفى منك ، ضللت كل يوم أحيي ذكرى أم كلثوم باغانيها ، فاخترت أغنية أعلنت بها الحرب على نفسي وذاكرتي , وأخرى انهيت بها ووقعت بها معاهدة السلام على روحي .
كنت ألوم يومياً على الطب ، كيف لهم أن يخترعوا قلبا ويعجزون عن إختراع ذاكرة !! أليس من حق الانسان أن يغير ذاكرته متى أجهدت ..
لم أكن مؤمنة بقدرة تلك المرأة أن تشفي ذاكرتي منك ، كيف لاوراق جافه ومحنطة أن توقف نزيفا ..
ثم إذ بي أغوص في " ما بين السطور " رحلتي نحو هجرانك ابتدأت حيث قالت أن صديق الذاكرة هو النوم ، وأنا من اعتقدت أني أهرب من الذكريات به ، إذ به يقوي منها ليزيد معاناتي ، هجرت سريري كخطوة أولى ، اتخذت حمية الجمال ، سرت على خطاها ل " لفتينغ " الوجه ..
قيل أنه مادمت تستطيعين أن تبقى كل هذه المدة دون الاتصال به فانت تسيرين على خط صحيح ، و ان حصل واتصلت و بداخلك سكون تام ، فهنيئا لك بنجاحك في إتمام عملية نفض غبار الذاكرة .
يوم بعد يوم ، صرت قادرة على أن امحي فكرة حذفك من "فايسبوكي" ، ليس إشتياقا انما حضورك هنا كل ما فتحت ما عد يهزني ..
يوم بعد يوم ، صرت قادرة على سماع أغاني تستفز باطني بدون ذرف دموع مرة المذاق ، ليس تلبدا ، انما حضورك بذاكرتي عند سماع أي أغنية تقلص إلى أن إختفى ..
يوم بعد يوم ، لم تعد تخيفني فكرة أن أراك هنا أو هناك من بعيد و كم كانت تربكني هذه الفكرة ، ما كنت أدري كيف ساتصرف ، أاحني رأسي من وجعي ؟ لا ; طبعاً لا ، ماذا لو أشعرتك بأني مكسورة ، ليس هذا ما أريده ، أأدير وجهي بسب اشمئزازي منك ، لا ; طبعا لا ، ماذا لو اعتقدت انني استحي منك .. كل الحلول كانت متطرفة ، لم يكن منها أي حل وسط ، يرضي كبريائي وكبرياءك ، لهذا كانت الفكرة تربكني جدا ..الان أصبحت الفكرة تروقني ، ليت الشوارع تجمعنا !! لن أسرد عليك ما قد أفعله ، حينها سترى ، في نظرتي و وقفتي وملامحي ، سترى كل شي حينها فقط ..
كل ما عشته كان نزاعات على نفسي .. وحدي ..
في البداية ما كانت تروقني من الأغاني إلى ، أغنية أم كلثوم ، أنساك .. "أنساك دة كلام ، أنساك يا سلام ! " طبعاً بما أن فكرة المضي كانت مستحيله بنسبة لي ، ولكن ما عرفت كيف إنتهى بي المطاف ذات ليلة اثر قراءتي لبعض صفحات نسيان com ، باستماع أغنية "إسأل روحك " !! طبعا كل حالة لها أغنيتها المعبره وهل هناك أغنية أكثر تعبيرا من هذه !! "انا غيرنى
عذابى فى حبك بعد ما كان املى مصبرنى
غدرك بيه اثر فيه
واتغيرت شويه شويه اتغيرت ومش بأيديه
وبديت اطوى حنينى اليك واكره ضعفى وصبرى عليك
واخترت ابعد وعرفت اعند
حتى الهجر قدرت عليه شوف القسوه بتعمل ايه"
شفيت منك بالاغاني والحروف ، ما كان سهلا أبدا ، لكن ما من حرب إلا وقد يقتل فيها كثيرون كحربي التي سقطت فيها ضحيه نفسي و لكن على الاقل بت شهيدة ؛ ما كانوا على خطأ
يوماً حين قالوا أنا في بعض الأحيان لا يكفي قلب الصفحة ، بل يجب تمزيقها ، وها أنا قد حرقت كل الكتاب ، هنيئاً لي ..
عساك اليوم ، متى رأيتني ، أمضي إلى الأمام بخطى ثابتة بدونك ، تحترق بنفس النار التي أردت سابقا سقيي منها ..
أنت يا من أصبحت رمز النسيان عندي ، يا نسياني يا نسياني
يسرى عز الديني
Website Design Brisbane