ياا ضاايعه
Khitem Hfaiedh - ختام حفيّظ
جدتي... زرقة الموت و برودة جسدها يتغلغل في قلبي فيشلني . أحاول الكتابة فيثقل وجعي في و يستسلم للخذلان .. جدتي بعينيها الناريتين و ابتساماتها العريضة و شعرها الهارب من غطاء الرأس و شفتاها تفتران لترددا كلمة واحدة " يا ضايعه"
ضايعه لأنني أركض حنى أسقط و أدمي ركبتي ، لأنني أتسلق شجرة التوت الوارفة لألتهم ثمارها دون أن أغسلها ، لأنني ألعب تحت الشمس و أركض عارية لأتعثر في الثنايا ،
تبتسم و تتلون و هي تردد يا ضاايعه قفي امام المرآة و تأملي جسدك أنت امرأة يا ضايعه تحتاجين رجلا فلا تجني على نفسك و تحكمي عليها بالوحدة
يا ضايعه لما كل هذا الحزن ... تتحرك يداها بحب لتحضناني يا ضايعه أنت وردة المنزل انت من تشعلينه فرحا من دونك كنا لنذبل
يا ضايعه بقايا اخر وجبة التهمتها حين بلغني خبر موتها تستفزني و تدفعني أن أتقيأ وجعي
تجاعيدها المحببة صوتها الكستنائي ، أثوابها الملونة التي أرتديها معها ، دموعي الصارخة و أنا أكتب عنها ، و شوقي اليتيم الى حضنها الى قبلتها الى تذمرها و طلباتها
ياااااه يا ضاايعه أريد تقبيلك منذ البارحة فاقتربي ، لماذا تبكين ؟ يا ضااايعه اجلسي أمامي كي أتأملك لقد اشتقتك
ياا ضاايعه و السرطان يلتهم جسدها.. و أنا حتى الان لا اصدق موتها. . لا أحتمل الفقدان ...
فطومتي .. بابتسامتها الحانية و صوتها الذي يحتوي وجعي.. بخبز طابونها و الغرايب و خبز الطاجين و القرصه الصغيره التي تصنعها لي وحدي و تضعها لي في عود هزيل و يداها تمسحان على شعري ... دفاعها عني دوما و إغداقها في التغزل بعيني و جمالي كأنما تساعدني أن أتغلب على عقدة للبشاعة للتي تسكنني.
يا ضايعه .. أيامها الأخيرة و تألمها و صرخاتها يوم اشتد بها المرض و أشلاء كبدها التي تقيأت معها روحها.. يا ضايعه... لم يبق لي غير شالها و جبتها الملونة أخفيها في صندوق الأوجاع .. لأتشممها و أبكي.. و أكتب و أبكي....
أنظر إلى مكانها الفارغ في قاعة الجلوس لا أرى غير ابتسامتها و ضياء قلبها ..
ختام حفيّظ
Website Design Brisbane