و هل للوجع عنوان
Faiza Ben Chalbi - فائزة بن شلبي
هل يسعني أن أبكي بدل الدمع دمًا
هل في مقدوري أن أصرخ ملئ الكون
هل يمكنني أن أتنفس هواءً نظيفا
هل يسمح لي أن أحتج على فضاضتك الطاحنة
هل تتفضل عليّ بالمغادرة إلى الجحيم القريب
هل عساني أنسى ما كتبته عنك من فضائل رغم قذارتك
هل في إمكاني أن أموت حتى اليوم و أحيا في يوما أخر
هات سيجارة أبث فيها ضجيج رئتاي المتعبتان
هات يدك المتصلبة أضعها على قلبي المنفطر
إنني أفتقدك كما يفتقد الصغير حليب أمه حيث أني عطشى لصوتك
إنني أهوى أرضًا كلما مر طيفُك على مرأى عيناي الدامعتان المنهكتان
قل لي ماذا يساوي العمر دون حبي لك و هوسي الممزوج بالجنون
قل لي كيف يمر اليوم دون أن تلمح عيناي الجميلتان الذابلتين
قل لي كيف لك أن تهنأ بالأكل و الشرب و الملبس و أنا على فراش الموت
قل لي هل تملك قلبًا أم أنك ألقيته في أول حاوية نفايات مررت بها
قل لي ماذا أفعل بشوقي إلى رائحتك أأكبته أم أخنقه بيدي الجامدتان
فهل تعلم أن تخليك عني الغير مرفوق بصفارة انذار كان تخليا بشعا بليغا غير مسامح فيه لإنه ببساطة تخلاً رخيصٍ من شخص ضعيف مهزوم
لست أنا التي تبكي إنه قلبي المسكين يبكي رهبة و لوعة لفرط الانتظار الذي فرضته عليه فرضًا لاذعا من جلادة إسمها " أنا"
هل تعلم إني بأفعالي الجنونية تلك التي تسبح في نهر حبك تُعدُ جريمة في حق نفسي تلك التي بين جنبي, قسما بالله أنها لن تسامحني أمام الخالق يوم لا ينفع مال و لا بنون سوف
تشهد عليّ بإذلالي لها و تحملها عبء حب ظالما مستبدا لا طاقة لها على تحمله !
هل تسمح لي بصب وابل عليك بشتى أنواع السِباب بدافع الحب الذي أرغمتني عليه عن طواعية
هل لي بذكر إسمك في حلمي الذي ما إنفك منه حتى أسقط قتيلة الذكرى
هل لي بإنشاء بستان من الزهور كمقبرة لحبنا الضائع !
كيف لك أن تتخلى عن من سحرتك ببراءتها تلك التي أطلقت عليها رصاص حبك الجامح !
كيف لك أن تصدر منك كل هذه الحماقات التي لا تغتفر من إنسان لطالما بحث عن الحنان بين ذراعي !
كيف لي أن أحْيَا دون سماع صُراخك المتداول في كل ليلة ممطرة
كيف لي أن أسير وحيدة في شارع طويل المدى ضيق كضيق قلبي بعد أن ألفتك كفرسٍ ثائرة!
كيف لي أن أواجه مصيري بعد الان الذي لطالما واجهته لوحدي بقلب صلب قاس لا يدرك معنى أن يكون معه شريك .. لقد أفسدت وحدتي لا بل انتهكت حرمة وحدتي الثابتة !
هل في مقدوري أن أصفعك بدل القلم عشرٍ لعلني بذلك أشفى من كوني انسانة ضعيفة مهزومة دون حبيبها المتخاذل !
فهل لي في استرجاع قلبي من بين قبضة يديك الخشنتين !
فائزة بن شلبي
Website Design Brisbane