و انا الان لا ابتسم
Omaima Harzly - أميمة حرزلي
لا شيء يوجد على الطاولة ، لا شيء غير كتبي المتناثرة و أوراقي المبعثرة و القليل من آثار السهر المتواتر يحيط بعيني ..
فوضى تعم المكان و تسدل على ارجاء الغرفة كما هائلا من الخمول ! الساعة تشير الى السابعة و النصف صباحا . دائما ما كنت و في هذا الوقت تحديدا ابدأ يومي كأي شخص عادي ، و حتى افضل احيانا .. و لكن ما يفصلني عن العادي اليوم عالم لم أكن اعي وجوده من قبل ..
"ابدأ يومك بابتسامة و ستغرق أملا حد النخاع " .. دائما ما كانت هذه العبارة تجعلني أقبل على الحياة ، و لكني اليوم اوقن جيدا ان تلك الابتسامة لم تكن هي الامل الذي يملؤني مع شروق الشمس ..
بل هو غطاء أمي لي في الليلة التي تسبقها ، و حرصها على دفئي و لفها للغطاء حولي ، بطريقة أعجز انا ، الذي أحرص على نفسي اكثر من اي شخص آخر ،أو هكذا كنت أعتقد ، في إعادتها اليوم ، و ها اني ابلغ العشرون من عمري ،و لازلت اعجز !
اليوم اعي جيدا ان توبيخها لي على الطاولة وقت العشاء و مسكها ليدي بقوة و نظرتها التي تثقب قلبي ، هو ما جعلني استيقظ صباحا في هاته الساعة تحديدا..
اليوم اعي ، جيدا ، ان تلك الازقة التي لطالما كنت أمقتها و أمقت مروري منها ، و أعلن مللي متمنيا طريقا آخر ، و كنت اعتقد ان الأفضل ينتظرني ، هي ما جعلتني اليوم امشي و بهكذا إستقامة ..
اليوم أعي أن تلك المكتبة في ركن الحي .. و امي التي تجبرني على زيارتها اربع مرات في الأسبوع و قراءة الكتب و القصص المركونة في اعلى الرف حيث كانت دائما ما تقول لي "تلك التي اكلها الغبار ، أثمن و أعمق .. لذلك لا يقرؤها الناس ، إخترها!" .. هي ما جعلتني أكتب اليوم !
و ها اني اعلم الآن جيدا ان سبب ابتسامتي صباحا لم يكن ذاك الامل الذي ينتظرني بعدها و إنما "صباح الخير " و قهوة أمي !
و انا الآن لا أبتسم .
أميمة حرزلي
Website Design Brisbane