وخزة ضمير
Hichem Dhouib - هشام ذويب
لضمائرنا وخزة
من جراء أي ذنب نكون قد أذنبناه
ألم سببناه لأي أحد كان بالجوار فرحل
أو جعلناه يرحل.
انكسار تم غرسه في الوجدان
صدمة انتابت أي أحد كان بالقرب فأبعدناه.
رب يراقب
وذنوبٌ تُذنب من خلالنا نحن
من قال أن الأوزار تقف عند الحلال والحرام فحسب
بل هي تشمل كافة أركان هذه الحياة
لا نتراجع عن أي فعلة كانت
لا نريد أن نخضع إلا لوسوسة شيطان
دس وساوسه فينا
فلم نكن إلا من الخاضعين له
زاعمين أننا لم نرتكب أي جرم
بل نحن المضطهدون
في حين أننا لم ننجح إلا في البطش والظلم
نشل حركة كل من أراد أن يكون صديقا لروحنا
وأبصارنا تبقى عمياء
لا تفقه من الحياة إلا قليلا
من قل أن التجريم لا يسعه إلا أن يكون في سلب الأموال أو هتك للأعراض
الجريمة جريمة والضمير ضمير
يسعه أن يطول الأخلاق والكيان الروحي كروحنا
أجسادنا لم تعد تتحمل
فعلينا بالرفق لحالنا أو لحال غيرنا
ضمير يعاتبنا في الليلة آلاف المرات
لكننا لم نعد نلبي أي نداء منه
إلى أن اختار الانسحاب بصمته
فصدقنا ما صدقنا
ويسرنا الطريق لذواتنا نحو الدروب الشائكة
قليلة النور شديدة الظلام.
والله ينظر لنا
يمهلنا ولا يُهملنا
يترقب صلاح الحال فلا شيء عنده محال
يعلم شديد اليقين أننا مهما طغينا
مهما تجبرنا
مهما بيضنا صورتنا وطهرناها من كل درن
ورفعنا من سقف توقعاتنا
ووجهنا بسبابتنا نحوهم
واتهمناهم بالتقصير
بالمجافات وقذف الكلمات القاسية على فؤادهم
إلا أننا لسنا بالملائكة
بل نخطئ ونقر بالأخطاء حتى ولو بعد حين
ورغم ذلك...
إلا أنه لنا توبة نلتجئ إليها
لنا رب رحيم
ونعمة في العقل رُزقنا بها كي ننسى
ونلتفت لضمير الأنا كي ندرك أن للحق راية عليها أن تُرفع
ليجد الشيطان نفسه أنه في خسران مبين وسيبقى.
هشام ذويب
Website Design Brisbane