هي لا تحبك أنت
Khawla Hammami 2 - خولة الهمامي 2
هي لا تحبك أنت, تحب وطنك, تعشق أرض بلادك وكل ذرة من تربتها التي تنبثق منها رائحة المسك الممزوجة بالدماء و الدموع التي غامرت تلك التلال المزروعة بشجر الزيتون و اللوز الأخضر. الأرض التي كنت تتخذها فراشا حيث تتقاسم رغيف الخبز بالزيت و الإكليل البري مع غريب جائع قادم من بعيد بترنم بأغاني المقاومة.
تحب حكايتك التي تشبه الأساطير و تنتهي ب " اييييييييه هاظا وطني", تعشق تمرد كلمات غسان على شفتيك حين تغازلها" أنت في جلدي و أحسك مثلما أحس فلسطين. و ضياعها كارثة بلا بديل". تهيم بالآبيات المعطرة بليمون حيفا. تفتن بالحروف التي تضيف الدقائق لساعتها و الحكايات التي تدخلها مرة أخرى لعصر الجاهلية.
تحب ذلك الطفل, لا يتجاوز الخامسة من العمر بعد العشرين ,ذي الوجه البريء و العينان الداكنتان الوهاجتان ذات النظرة الجريئة ,الذي يسكن وجدانك, اسمه صلاح. ترغب حقا أن تحتويك في حضنها و تتركك تبكي حتى تجف أنهار الحزن. هي حقا تريد ذلك مرة واحدة قبل أن تتركك في واد النسيان.
تحب تلك الأمة التي سال كحلها عند فراقك و نزف قلبها حزنا ,,, إن النار أخف وطأة من غيابك ,,, تلك المرأة التي لا تسمح لشيء أن يهدمها فحطمها رحيلك. أم, مزيج فاتن, روح راقية, نبض حنون, تلك التي علمتك أن الخبز لا يكون خبزا إن لم يمتزج بحبات اللؤلؤ المتصببة من جبينها و أن الماء علقما إن لم يكن من نبع رمله الجميلة
هي لا تحبك أنت , تحب الصورة المليحة التي رسمتها عنك. و حولتك من شيطان إلى ملاك. أنت الذي نزعت الكوفية الفلسطينية من عنقك وجردت القضية من ثوب القداسة و ارتديت وشاحا يحمل راية الحقير بلفور, أين أخلاق صلاح الدين
Website Design Brisbane