مرحباً أيّها البعيد ..

femme-souvenirs-merJihen El Beshry - جيهان البشري

لم أكتُب إليكَ منذُ أكثر من شهرٍ تقريباً، ربّما عليّ أن أكفّ عن هذه العادة اللّعينة التّي تلازمنِي منذ إلتقائنا أوّل مرّة في تلك المساحة الغريبة ..

كُنتُ حدّثتك سابِقاً أنّ عقدة الفقدِ عندي تكبُر يوماً بعد يوم،  وأنّ شعُورِي بالوحدة ـ رغم كثرة من حولِي ـ يطغَى عليّ وهذا ما يجعلُ مزاجِي ينقلِبُ في اليومِ مرّاتٍ ومرّات ..

هذا لا يهُمّ الآن فالحياةُ ما إن تُعطينَا شيئاً ونسعدُ به، تعودُ وتسلُبه منّا فنرجِعُ فارِغي الأيدِي خاوِي القُلوب مدمعُو الأعيُن؛

لا أدرِي كيف تفعلُ بِنا الحياةُ هذَا، هي لا تعلَمُ أنّك تسقُط وحيداً وتتّكأ على نفسك للقيامِ من جدِيدٍ بأقلّ الأضرارِ فقط لكي لا تهتزّ صورتُك بعينيّ من يستمدّ منك القوّة، ها أنا الآن أخاطِبُ
صورتك كعادتِي منذُ حدِيثنا الأوّل ..

إختاركَ القدرُ لي يوماً وأبعدك عنّي دهوراً، قُلت لي يوماً " أنا أشاء، وأنتِ تشائين واللهُ يفعلُ ما يشاءُ "؛ مؤمِنة أنا بهذا ومؤمِنة أكثر بقدرة خالِقي على تضمِيد هذا الجُرح،

أحبّ الله كثيراً رغم شُعوري أنّني أستحقّ أفضلِ من هذه الأقدار لكنّني موقنةٌ أنّ فرحي سيأتِيني..

عزِيزي  ـغريبةٌ هذه الكلمة صحيح ـ رغم هذه الفجوةِ بينَنا، أمّي تقُول دائماً أنّني حين أحبّ أحدُهم أهبِهُ قلبِي كاملاً دون نُقصانِ،

حتّى يسكُن جلدِي ويتغلغلَ داخِل هذه المسامّ؛

عُموماً أنا قادرةٌ على الحبّ دائماً ولن أقدر على خذلان أحدهُم يوماً ..

بعد فِراقنا لم تمضِي الأيّام على مايرام٬ شدّني العوز إليك وبكيت بحرقة٬ كأنه الشعور الأول من فقدك؛ فعلت كلّ شيء لأتناسَى ولم أفلح، قهرتني الحياة وبدت فضيعة المنظَر وليتَ الأمر كان بيدي لأُنهيك هذا الحبّ أهلكنِي ..
حاولتُ جاهدةٌ الدّخول في علاقةٍ جديدة وأرادنِي أحدهُم زوجةً له لكِن القلبُ وما يرضَى جميعها فشلت من دُون محاولة.

حسناً سأعُود قريباً إلى جامعتِي وسيمتلئ هذا الخواء الذّي تعيشُه رُوحي، سأعُود لأصدِقائي وإختصاصِي الذّي أحبّه وتقول عنه أنت أنّك لا تفهم شيئاً في القانُونِ عدا قانُون العِشق؛

والآن وداعاً إلى لقاءٍ قريبٍ،

بقلم جيهان البشري

مرحباً أيّها البعيد ..