مرحباً أيّتها الغالية
Jihen El Beshry - جيهان البشري
هذه ليست المرّة الأولى التّي أكتب لكِ فيها هذه الرّسالة لكنّها المرّة الأولى التّي سترسل لكِ فيها وتصلك عبر بريدك الخاصّ ..
في العادة أكتب أضع الرّسالة في ظرفها وأخبّئها حتّى لا يتسنّى لأحد معرفة مكنوناتها أو ما أخطّه لكِ حتّى أنتِ ذاتك، أدسّها داخل القلب الذّي يحملك.
عزيزتي، طفلتي وأنثاي إنّها الذّكرى الأولى للقائنا، لقائنا الأبديّ، لقائنا الذّي يشبه النّسمة الباردة الخفيفة في ليالي الصّيف،
كان لقائنا على المملكة الزّرقاء كما يسمّيها واسِيني، كنت ليلتها حزينةٌ جدّاً، حزينةٌ لدرجة آسرة، كانت روحك متعبةٌ، كان حزنكِ مترفاً ..
دلفتُ إلى صفحتك تصفّحت الصّور بعضها لكِ وبعضها مختاراتٌ تشبهك جدّاً .. ما جعلنِي أقف مدهوشاً هو الحزن الذّي تحمله عيناكِ،
إخترت كلماتٍ لمحمود درويش وأرسلتها لكِ
" تشبهين الكآبة
قلت لها باختصارٍ شديد
تشبهين الكآبة . "
رأيتك تردّين فوراً، كمن ينتظر ضوءً خفيفاً لينتشله من تلك الظلمة
" و كانت تصير إليّ امرأة عاطفيّةٌ
فالتحمتُ بها
و حلمت بها
و صارت تفاصِيلها ورقاً في الخريف
فلملمها عسكريّ المرور. "
كتبتِ من جديدٌ : هذه المقطوعة لدرويش يعتصر قلبِي لمجرّد سماعها، لك أن تتخيّل، أن يكون هناك أحدٌ يكتبنا، لا ليس يكتبنا فقط يعرف تماماً ما يوجعنا ..
أنا أيّها الغريب أحمل قلباً عطشان كأرضٍ يقتلها اليباس. "
على الجهة الأخرى كنت أنتظرك بترقّب شديدٍ، قرأت ما كتبتِ فأجبتكِ
" نجد في الغرباء ما لا نجده في من نشارِكه يومنا. "
ربّما كنتُ ليلتها متعبٌ أكثر منكِ، كنت أحتاج لكتفٍ أستند عليه، كتف يفهم جيداً شكل عرجِي،
ووجدتكِ أنتِ بحزنكِ الباذج تلامسين جبين القلب.
لم أحدّثك مسبقاً بأنّني ممتنّ جدّاً لتلك اللّيلة ولذلك العالم الذّي إلتقينا فيه، ممتنٌّ أيضاً للطّريق الضيّق الذي إحتضنتك فيه على مرأى الجميع، ممتنّ لكلّ شئ جعلني أرى هذه الطّفلة على
سجيّتها.
الآن أقول لكِ، بأنّكِ لوّنتِ حياتي بعدما كان يكتسيها السّواد، أضفتِ لحياتِي الكثير، كنت أبحث عن روح تُماثلِني، تشبهني جدّاً، أرى من خلالها نفسي
وكنتِ أنتِ هديّة القدر الجميل.
أرجوكِ ـ وأعلم جدّاً ما تفعله بك كلمة أرجوكِ ـ لا تغيبي.
جيهان البشري
Website Design Brisbane